مَطِيّتيَ الوَقتُ، الذي ما امتَطَيتُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَطِيّتيَ الوَقتُ، الذي ما امتَطَيتُهُ | بوِدّي، ولكنّ المُهَيمِنَ أمطاني |
وما أحَدٌ مُعطِيَّ، واللَّهُ حارِمي، | ولا حارِمي شَيئاً، إذا هوَ أعطاني |
هما الفَتيانِ استَوْلَيا بتَعاقبٍ، | وما لهما لُبٌّ، فكيفَ يَشطّانِ؟ |
إذا مَضَيا لم يَرجِعا، وتَلاهما | نَظيرانِ، بالمُستَودِعاتِ، يُلِطّان |
وكلَّ غنيٍّ يسلبانِ من الغِنى، | وكلَّ كميٍّ، عن جَوادٍ، يحطّان |
وكم نَزَلا في مَهمَه، وتحَمّلا، | بغيرِ حَسيسٍ، عن جِبالٍ وغِيطان |
وما حَمَلا رَحلَينِ، طوراً، فيؤنِسا، | إذا حفزَ الوَشكُ الرّحالَ يَئِطّان |
ويَبترِيانِ العَظمَ والنَّحضَ، ذائباً | ليَنتَقياهُ، والأديمَ يَعِطّان |
وقد خطرا فحلينِ، لو زالَ عنهما | غِطاءٌ، لكانا بالوَعيدِ يَغِطّان |
وما برِحا، والصّمتُ من شيمَتَيهِما، | يقُصّانِ فينا عِبرَةً، أو يَخُطّان |
وقد شهَرا سَيفَينِ في كلّ مَعشرٍ، | يُقدّانِ ما همّا به، أو يقُطّان |
لَغيرُكَ بالقُرطانِ أوْلى منَ ان يَرى، | وشنفانِ في الأُذنينِ منه، وقُرطان |
تريدُ مَقاماً دائماً، ومَسرّةً | بدارِ همومٍ، لم تكن دارَ قُطّان |
وما زالَ شَرْطٌ، يُفسِدُ البيعَ، واحدٌ، | فَما بالُهُ لمّا تَظاهَرَ شَرطانِ؟ |
لقد خدَعَتني أُمُّ دَفْرٍ، وأصبَحَتْ | مؤيَّدَةً، من أُمّ ليلى، بسُلطان |
إذا أخذَتْ قِسطاً من العَقلِ هذهِ، | فتلكَ لها في ضِلّةِ المرءِ قِسطان |
دعاوى أُناسٍ توجِبُ الشكَّ فيهِمُ، | وأخطأني غَيثُ الحِجى، وتخَطّاني |
ألمْ تَرَ أعشَى هُوذَةَ اهتاجَ، يدّعي | معونتَهُ، عندَ المَقالِ، بشَيْطان؟ |
يُرادُ بنا المَجدُ الرّفيعُ بزَعمِنا، | ونَختارُ لَبثاً في وبيلةِ أوطان |
كأنّا غروبٌ مكْرَهاتٌ على العُلى، | تُمَدّ إلى أعلى الرّكيّ بأشْطان |
وما العَيشُ إلاّ لُجّةٌ ذاتُ غمرَةٍ، | لها مَولِدُ الإنسانِ والموتُ شطّان |
فأحسِنْ بدنياكَ المسيئةِ، إذْ بدَتْ، | عليها وِشاحٌ من نجومٍ وسِمطان |
وكم واسعِ الأعطانِ تجزَعُ نفسُه، | ورحبِ فؤادٍ آلفٍ ضِيقَ أعطان |
ومَن لي بجُونٍ عندَ كُدْرٍ بقَفرَةٍ، | كأنّهما من آلِ يَعقُوبَ سِبطان |
يُجَرُّ بها المِرْطانِ من يمنيّةٍ، | على كلّ غبراءِ الأفاحيصِ مِرطان |
تخالُ بها مَسعًى من الصِّلّ مُسقَطاً | من السوط، والعينان في الجنح سِقطان |
إذا ما انجَلى خَيطُ الصّباحِ تَبيّنَتْ | حبالُ رمالٍ، ذاتُ عُفْرٍ وخِيطان |