لو كانَ يدري أُوَيسُ ما جَنتْ يدُه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لو كانَ يدري أُوَيسُ ما جَنتْ يدُه | لاختارَ، دونَ مُغار الثَّلّةِ، العَدَما |
فإنّ من أقبَحِ الأشياِء يَفعَلُهُ | شاكي المَجاعةِ، يوماً، أن يُرِيقَ دَما |
يا أوْسُ! هيهاتَ كم قابلت هاجرَةً، | أذكتْ عليكَ وقودَ الحَرّ، فاحتدَما |
وكم طرَقتَ عَتوداً بينُ أعنزةٍ، | يوماً، ففرّيتَ من أحشائِهِ الأدَما |
مُطَرَّداً بِتَّ لم تَبنِ الخِيامَ ضُحًى، | ولا تُراعُ، إذا ما بيتُكَ انهَدَما |
وما كسوتَ، إذا قرٌّ أتَى، جسداً؛ | ولا حذوتَ، حِذاراً للوَجَى، قدَما |
جمَعتَ في كلّ ريٍّ سَلّةً وردَى | نفسٍ، فهلاّ سرقتَ القُرصَ والحدمَا |
قدْ يَقصرُ النّفسَ، إعظاماً لبارِئِهِ، | على القَفارِ، منيبٌ طالما ائتَدما |
ولا تَصومُ لوَجهِ اللَّهِ مُحتَسباً، | أم غيرَ صومِكَ أمسَى الهمَّ والسَّدَما |
أتُضمِرُ التوْبَ من ضأنٍ تُرَوّعُها، | أم كانَ ذلكَ داءً فيكمُ قُدُما؟ |
ولو ظفرتَ، على حالٍ، بحاليَةٍ، | جزّأتَها ونَبذتَ السُّورَ والخَدَما |
وهل نَدِمْتَ على طِفْلٍ فَجعتَ بهِ | أُمّاً، ومثلُكَ لا يَستَشعِرُ النّدمَا |
ولا يُوارَى، إذا حَلّتْ مَنيّتُهُ، | ولا إذا ماتَ في غارٍ لهُ رُدِما |
وكم ثوى لكَ جَدٌّ ما درى فطِنٌ، | منكم على أيّ أمرٍ، إذ مضَى، قدِما |