لوْ كانَ لي أمرٌ يُطاوَعُ لم يَشِنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لوْ كانَ لي أمرٌ يُطاوَعُ لم يَشِنْ | ظهرَ الطّريق، يَدَ الحَياةِ، مُنَجّمُ |
أعمَى بخيلٌ، أو بَصيرٌ فاجِرٌ، | نوءُ الضّلالِ به مرِبٌّ مَثجَم |
يَغدو بزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مكسَباً، | فيُديرُ أَسْطَرْلابَهُ ويُرَجِّم |
وقَفَتْ به الوَرْهاء، وهيَ كأنّها، | عنَ الوُقوفِ، على عَرينٍ تَهجُم |
سألَتْهُ عن زوجٍ لها متَغَيّبٍ، | فاهتاجَ يكتبُ بالرِّقانِ ويُعْجِم |
ويقول: ما اسمُكِ واسمُ أمُكِ؟ إنّني | بالظنّ، عمّا في الغيوبِ، مُترجِمُ |
يُولي بأنّ الجنّ تَطرُقُ بَيتَهُ، | ولَهُ يَدِينُ فَصيحُها والأعجَم |
والمَرءُ يكدَحُ في البِلادِ، وعرِسُهُ | في المَصرِ تأكلُ من طَعامٍ يُوجَم |
أفَما يَكُرُّ على مَعيشَتِهِ الفتى، | إلاّ بما نَبَذَت إلَيهِ الأنجُمُ؟ |
رَجْمُ التّنائِفِ بالرّكابِ أعَزُّ منْ | كسْبٍ يحقُّ لربّهِ لو يُرجَم |
آهٍ لأسرارِ الفُؤادِ غَوالياً، | في الصّدرِ أسترُ دونَها، وأُجَمجِم |
عَجباً لكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني، | غبَّ العقوبةِ، وهوَ أخرسُ أضجم |
كيفَ التخَلُّص، والبَسيطةُ لُجّةٌ، | والجوُّ غَيمٌ، بالنّوائبِ، يَسجُم؟ |
فَسَدَ الزّمانُ، فلا رَشادٌ ناجمٌ | بَينَ الأنامِ، ولا ضَلالٌ مُنجِم |
أسرِجْ وألجِمْ للفِرارِ، فكلُّهمْ، | فيما يَسوءُكَ، مُسرِجٌ أو مُلجِم |
والخَيرُ أزهرُ، ما إلَيهِ مُسارِعٌ، | والشرُّ أكدَرُ، ليسَ عَنهُ مُحجِم |
ضَحِكوا إليك، وقد أتَيتَ بباطِلٍ، | ومتى صدَقتَ، فهمْ غِضابٌ رُجَّم |
يحميك منهمْ أن تَمرّ عليهِمُ، | فإذا حلَوتَ، عدَتْ عليك العُجَّم |