يُباينُ شكلٌ غيرَه، في حَياتِه،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يُباينُ شكلٌ غيرَه، في حَياتِه، | فإنْ هَلَكا، لم تُلفِ، بينهما، فَرْقا |
ومَن يَفتَقِدْ حالَ الزّمانِ وأهلَه، | يذُمُّ بهم غَرْباً، من الأرضِ، أو شرقا |
يجدْ قولَهمْ مَيناً، ووِدَّهُمُ قِلًى، | وخَيرَهمُ شرّاً، وصَنعَتَهمْ خُرْقا |
وبِشرَهُمُ خَدْعاً، وفَقرَهمُ غِنىً، | وعِلمَهمُ جَهلاً، وحِكمتَهم زَرقا |
أحيَّ كلابٍ! كم رعَى النّبتَ قَبلكم | فريقٌ، وشاموا، في حَنادِسهم، برْقا |
وصابوا على عافٍ، وآبوا إلى رضًى، | وجابُوا إلى عَلياءَ نازحةٍ خَرْقا |
وليلاً طَلَى قاراً بقارٍ، وأُكمُهُ | مراقبَةٌ، من شُهبِه، حَدَقاً زُرْقا |
إذا نَشأتْ فيهِ الغَمامةُ خِلتَها، | بإيماضِها، زِنجِيّةً فصَدَتْ عِرْقا |
ومَرّوا بمقصودِ الحِمامِ، فغادروا | خوالِدَ ضمّتْ فيهِ أفرُخَها الوُرْقا |
رأينا شؤونَ الدّهرِ خَفضاً ورِفعَةً، | ونحنُ أُسارى، في الحوادثِ، أو غرْقى |
هوى مُعتلٍ، كالغيثِ مِ المُزْنِ، واعتلى | خفيضٌ، كنقعٍ، من لدُنْ حافرٍ، يرْقى |
فَلا تأمَنوا شاميّةً يَمَنيّةً | تُعادي، فلا تُبقي خِباءً ولا فِرقا |
يُخَرِّقُ، دِرْعَ المَرءِ، سمرُ رِماحِها، | وإنْ كانَ مُرّاً، في مَذاقته، خَرقا |
إذا طَلَبوا أقصى العُلا اتّخَذوا له، | بصُمّ العَوالي، في ترائبِكم، طُرْقا |
إذا كُنتُمُ أوراقَ أثلٍ زَهَوْا لكُمْ | جَرادَ نِبالٍ، كيْ تُبيدَكمُ، وَرْقا |
أطارِقَ همٍّ ضافَ، هل أنتَ عاذِرٌ، | متى لم تجدْ بي، عند مرتحلٍ، طِرقا؟ |
وأعوَزَني ماءٌ أُزيلُ بهِ الصّدَى، | فلا عيشَ، إنْ لم أشرَبِ الكدِرَ الطَّرْقا |
همُ النّاسُ، أجبالٌ شوامخُ في الذُّرى، | وأوديَةٌ لا تَبلُغُ الأُكمَ والبُرْقا |
فسكرانُ يُسترقَى، ويبذُلُ بُسلَةً، | وآخرُ صاحي اللُّبّ، يغضَبُ أن يُرْقى |