مرج بن عامر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
1ـ العُصارة | وعرفتَني لما أتيتكَ | بعد غيبتيَ الطويلة ، | مستفيض الشوق زائر | أبكي بلا دمع | وأسحب خطوتي | في خطو مفجوع وقابر | ونظرت نحوي .. | هذه النظراتُ | في قلبي .. خناجر | علقت أنفاسي عليها | ـ غير مختارٍ ـ | وعلقت الخواطر | وهممت أن تنهض | فشدّك ألف قيدٍ | محكم الحلقات قاهر | وفقدتَ صوتكَ | إذ هممت تصيح بي | وفقدتُ صوتي | وأنا الذي عوّدتُ صوتي | أن يطوف .. | على المنابر | لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي ! | إني شربت .. | عصارة المأساة ، | يا مرج بن عامر !! | 2ـ محرّمات | أرضي ..! ترابي ..! | كنـزيَ المنهوبُ ..! تاريخي .. | عظام أبي وجدّي | حرمت عليَّ ، فكيف أغفر ؟؟ | لو أقاموا لي المشانقَ .. | لست غافر | هذي قرانا السُّمرُ | أضحت كلُّها دِمَناً | وآثاراً عواثر | آحادُها بقيت ، | وما زالت | تحارب بالأظافر | شدَّت على أعناقها أنيابـهم | تمتصُّ من دمها | كواثر | لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي ! | حتى المقابر بُعثرت .. | حتى المقابر .. | 3ـ قطعن النصراويات | (من أغنية شعبية قديمة) | النصراويّات الجآذرُ | كم قطعن مداكَ | في خطو الأكابر ! | زمرٌ على الطرقاتِ | فيهنّ الحبالى والبنات البكرُ | كالزهر المسافر | والمرضعاتُ .. | صغارهن على الظهور ، | على الخواصر | يَنقُلْنَ أكوام الغلالِ ، | من الحقول .. | إلى البيادر | يسهرنَ حول النّار ، | ينشدن الأغاني | دون آخِر | عن حرب تركيّا ، | وأسراب الفرارييّنِ ، | عن ظلم العساكر | وعن الخواتم ، والأساورِ ، | كيف بيعت | لاقتناء سلاح ثائر | لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي ! | إن كان لصُّ الأرضِ وحشاً كاسراً ، | فالعزم | فينا | ألفُ | كاسِر | 4ـ الظاهرة والعمق | لا تحكِ لي ! لا تحكِ لي | أنا قادمٌ | من حيث تُغتال الضمائر | وتذوب في الأغلالِ | أيدٍ حُرّةٌ | ويوسوس الفولاذُ | في أقدام صابر | أنا قادمٌ | من حيث كل فمٍ | عليه حارسٌ | والمخبِرون على الستائر | حيث استوى في الحُكمِ | شرطيٌّ | وقديسٌ | وتاجر | حيث الجريمة فرَّخت | في كلّ مأمورٍ | وآمر | حيث العيون السُّودُ | تثقبُ بالرصاصِ | وبالخناجر | حيث الرجال بلا طعامٍ | والنساءُ بلا رجالٍ | والجمالُ بدون شاعر | حيث الحدود خنادق | والبحر زيت كله | والأفق بالفولاذ عامر | وحديقة الأطفال | صارت مصنعاً للكُرهِ | وانغمّت البصائر | حيث الصّدى والظلّ | ينكر أصلهُ | ويسوط خالقه مغامر | أنا قادم | من حيث | تلتهب الضمائر | حيث المآسي تصنع الأبطال | والشكوى | علامة كل خائر | حيث الشوارع زاحفات بالرجالِ | مواكباً | من دون آخر | حيث البحيرات التي | أمواجها أعلام شعبٍ | لن يهاجر | وحناجر الأطفال | والعمال | والشعراء | تملأ | أفقَ عالمنا | بشائر | * | * | لا تحكِ لي .. لا تحكِ لي ! | أأنا الذي نيّبت | تخدعني المظاهر .. ؟! | الضؤ والمأساة | قالا لي: لعنتَ ، إنفذ | إلى عمق الظواهر | لا شئ يبقى نفسه | والدّهر | دولاب ودائر | ولكل ليل آخرٌ ، | مهما بدا .. | من دون آخر .. | 5 ـ شوق العواصِف | يا جذر جذري !! انني سأعود حتماّ | فانتظرني . انتظرني في شقوق الصخر ، | والأشواك ، في نوارة الزيتون ، في | لون الفراش ، وفي الصدى والظل ، | في طين الشتاء وفي غبار الصيف ، | في خطو الغزال، وفي قوادم كل طائر.. | شوق العواصف في خطاي ، | وفي شراييني .. | نداء الأرض .. قاهر | أنا راجع فاحفظنَ لي | صوتي .. ورائحتي .. وشكلي | يا أزاهر | إحفظن لي | صوتي .. ورائحتي .. وشكلي ، | يا أ .. ز .. ا .. ه .. ر !! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (توفيق زياد) .