النّفسُ في العالَمِ العلْويّ مَركزُها،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
النّفسُ في العالَمِ العلْويّ مَركزُها، | وليسَ في الجوّ، للأجسادِ، مُزدرَعُ |
تَفرّعَ النّاسُ عن أصلٍ بهِ دَرَنٌ، | فالعالَمونَ، إذا مَيّزْتَهم، شَرَع |
والجَدُّ آدمُ، والمَثوى أديمُ ثَرًى، | وإنْ تَخالَفَتِ الأهواءُ والشِّرَعُ |
ما ربّةُ التّاجِ والقُرطَينِ ماريَةٌ، | إلا كَماريَةٍ، في إثرِها ذَرَع |
وإنّ خَنساءَ، إذ تُزْجي قَصائدَها، | نَظيرُ خَنساءَ، يدعو ظِمئَها الكرَعُ |
ما أكثرَ الوَرَعَ المَزؤودَ من جُبُنٍ، | فينا وإن قَلّ، في أشياعِنا، الوَرَع |
ولابسُ المِغفَرِ الدّرْعيِّ جاءَ بهِ، | كالسِّيدِ أدرَعَ، في ليلٍ له دُرَع |
والعيشُ ماءُ مُزادٍ، راحَ يَحمِلُهُ | طاوي الفَلاةِ، وأنفاسُ الفتى جُرَع |
إذا دُعيتُ لأمرٍ عادَني بأذًى، | أوْ رُزْءِ دِينٍ، فإبطائي هوَ السَّرَع |
غَدَتْ جُيوشُ المَنايا حَولَ واحدةٍ | من النّفوسٍ، عليها الجيشُ يَقترع |
إذا أُبيدَتْ، فما عندي، إذا أُخذتْ، | فَرعٌ يَنوبُ، ولا عَذراءُ تُفترَع |
وإنْ حَبانيَ، سعداً، من بهِ ثقتي، | فليَسَ يُنقِصُ حَظّي أنّني ضرَع |
تَشابَهَ الإنسُ، إلاّ أن يَشذّ حِجًى، | والطّيرُ شتّى، ومنها الفُتخُ والمُرَع |