يا أُمّ دَفرٍ! إنّما أُكرِمتِ عَنْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا أُمّ دَفرٍ! إنّما أُكرِمتِ عَنْ | أمَهٍ، وحَقُّكِ أن يُقالَ دَفارِ |
وإذا التَثَمْتِ ظُنِنتِ ذاتَ نَضارةٍ؛ | ومتى سَفَرْتِ قُبِحتِ في الإسفار |
غَلَبَ السّفاهُ، فكم تَلَقّبَ مَعشَرٌ | بالمؤمنينَ، وهُمْ منَ الكفّار |
ومِن البَليّةِ، أن يُسَمّى، صادقاً، | مَن وصفُهُ الأَولى كذوبٌ فار |
طلَبَ اللّئيمُ مِنَ اللّئام تَحَرّماً، | والخافِرونَ أتَوهُ بالإخْفار |
ورَمَيْتُ أعوامي ورائيَ، مثلَ ما | رَمَتِ المَطيُّ مَهامِهَ السُّفّار |
وركِبْتُ منها أربَعينَ مَطيّةً، | لم تَخْلُ مِن عَنَتٍ وسوءِ نِفار |
بَذَلَ الكريمُ عَتائراً من سارِحٍ، | فأفادَ من شُكرٍ عَتائرَ فار |
حادِثْ كتابَكَ، فهوَ آمَنُ جانباً، | مِن أهلِ تَسبيدٍ، وأهلِ وِفار |
وفَوائدُ الأسفارِ جمعُ السِّفر، في الد | نيا، تَفوقُ فَوائِدَ الأسفار |
والعِيسُ تؤثَرُ بالنُّضارِ، وتَمتري | نَضْرَ المَعيشَةِ في فلاً وجِفار |
حَسَتِ الظلامَ، فآض تعصرُه الضّحى، | من بينِ أعطافٍ، لها، وذَفار |
والطِّرْفُ، أجفَرَهُ القضاءُ، فخصّه، | بالرّخصِ، ما فيهِ من الإجفار |
والآلُ شخصُ الحَيّ أينَ لقيتَهُ، | فكأنّهُ، في المَينِ، آلُ قِفار |
شبَحٌ يَعودُ إلى التّرابِ، فينطوي، | كهَشيمِ رُغلٍ، أو حُطامِ صُفار |
أينَ الخَليطُ، لقد تأبّدَ رَبعُهُ، | والحَيُّ أجمَعُ حَلّ في أحفار |
أمَلٌ تَعَلّقَ بالنّجومِ، فلا تَقُلْ، | عندَ النّعامِ، ولا مَعَ الأغفار |
رُمنا المآربَ بالسّفاهِ، ولم تكنْ | لتُنال إلاّ بانتضاءِ شِفار |
ألقاكَ عن عُفرٍ، وجِسمي بنيَةٌ | عَفريّةٌ، والزّنْدُ غيرُ عفار |
شَذّ التّقيُّ، فما يُقاسُ على أبي | ذَرٍّ، وشيمَتُهُ رِجالُ غِفار |
أرأيْتَ أُسدَ الجِزْعِ، بعْد فريسِها، | تَعتامُ بالأظفارِ جَزْعَ ظَفار؟ |
والصّبحُ قد غَسَلَ الدّجى بمعينِه، | إلاّ بقيّةَ إثمدِ الأشفار |
غُفرانَ ربّكَ، قلّما فعلَ الفتى | ما لَيسَ مُحوِجَهُ إلى استغفار |