لم أرضَ رأيَ وُلاةِ قومٍ، لقّبوا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لم أرضَ رأيَ وُلاةِ قومٍ، لقّبوا | ملِكاً بمُقتَدِرٍ، وآخَرَ قاهرَا |
هذي صِفاتُ اللَّهِ، جَلّ جَلالُهُ، | فالحَقْ بمنْ هَجَرَ الغُواةَ مُظاهِرا |
نَبغي التّطهّرَ، والقضاءُ جَرَى لنا | بسواهُ، حتى ما نعاينُ طاهِرا |
والنّاسُ في ظُلَمِ الشكوكِ تنازَعوا | فيها، وما لمَحوا نهاراً باهِرا |
نَمضي ونَتّرِكُ البلادَ عريضةً، | والصّبحَ أنوَرَ، والنّجومَ زواهِرا |
عِشْ ما بدا لك، لن ترى إلاّ مدًى | يُطوى كعادته، ودَهراً داهرا |
لا تُولِدوا، وإذا أبَى طَبعٌ، فلا | تَئِدوا، وأكرِمْ بالترابِ مُصاهِرا |
والجِسمُ أصلٌ فرّعتهُ قُدرَةٌ، | فأبانَ خالقُهُ حَصًى وجواهرا |
كم قائِمٍ بِعظاتِهِ مُتَفَقِّهٍ في | الدّينِ، يوجَدُ حينَ يُكشَفُ عاهرا |
وعلمتُ قلبَ المَرءِ يَغرَق في هوى | دُنياهُ، خابَ مكاتماً ومجاهرا |
ماذا أفَدْتَ بأنْ أطَلْتَ تفكّراً | فيها، وقد أفنَيتَ لَيلَكَ ساهرا؟ |
وخمولُ ذكرِكَ، في الحياةِ، سلامةٌ، | ودهاكَ مَن أمسى لذِكرِكَ شاهرا |
فتَجَنّبَنْ مُتوافقَينِ على الأذَى، | مُتَخالِفَينِ بواطناً وظواهرا |
وإخالُنا في البحر، ليسَ بسالِمٍ | منهُ الذي ركبَ الغواربَ ماهرا |
ملَكوا فَما سلَكوا سبيلَ الرّشد، بل | ملأوا الدّيارَ ضوارِباً ومزاهرا |