إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً، | فأنتَ بظُلمٍ، عند غيريَ، عائبي |
عَرفْتُك، فاعلم، إن ذمَمتَ خلائقي | ورابَكَ بعضي، أنّ كلّك رائبي |
فأينَ الذي في التُّربِ يُدفَنُ شخصُه، | وأسرارهُ مدفونة في الترائب |
يظنُّ نبيهٌ غائباً مثلَ شاهدٍ؛ | وخاملُ قومٍ شاهداً مثل غائبِ |
وقدْ يُورثُ، المالَ البعيدَ، مضلَّلٌ، | من الناسِ، يأبى وضعَهُ في القرائب |
وإنّ بني حوّاءَ زُورٌ عن الهدى، | ولو ضُربوا بالسّيف ضرْبَ الغرائب |
ومن حُبّ دُنياهم رَمَوْا في وغاهُمُ | بَغيضَ المنايا بالنفوس الحبائب |
وكم غَوّروا، في موردٍ وتظمّىء | عيونَ رَكيٍّ، أوْ عيونَ ركائب |
وأسرَوْا على الخيْلِ العتاقِ، وأصمتوا | نواطقَها، إلاّ تحَمْحُمَ هائب |
وشُدّ لسانُ الطِّرفِ، خوفَ صهيله، | فقدْ ألجموا أفواهها بالسّبائب |
وغرّهُمُ صبحُ الوجوه، وفوقَهُ | جوامدُ ليلٍ، سُمّيتْ بالذّوائبِ |
غرائزُ في شِيبٍ ومُردٍ، بمشرِقٍ | وغرب، جرت مجرى الصَّبا والجنائب |
أرادتْ لها خُضْرُ المضارب والظُّبَى | جلاءً، فلم تَبيضّ سودُ الضّرائب |
يقولُ الفتى: أُخِلصتُ غَيّاً ولم أرُح، | وشائبُ فَوْدي بالتّوَرّع شائبي |