سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
سرَيْنا، وطالبنا هاجعٌ، | وعندَ الصباحِ حَمدِنا السُّرى |
بنو آدمٍ يطلبون الثّرا | ءَ، عند الثريّا، وعند الثّرى |
فتىً زارعٌ، وفتىً دارعٌ، | كلا الرجلين غدا، فامترى |
فهذا بعين وزاي يروحُ، | وذاك يؤوبُ بضاد ورا |
وعاملُ قُوتٍ ذَرا حَبَّهُ، | وخِدْنُ ركازٍ ضحا، فاذّرى |
وكُورُكَ فوقَ طويلِ المطا، | وسَرجُكَ فوق شديد القرا |
وتجري دُفارِ بها جَدُّها، | بمثلِ الظلامِ، فإذا ماجرى |
كأنّ بصاقَ الدَّبى، فوقَها، | إذا وقدَتْ، في الأنوف، البُرا |
وذلك من حَرِّ أنفاسها، | يضاعفهُ حرُّ يومٍ جرى |
تلومُ على أمّ دَفْرٍ أخاك، | وراءك إنّ هوىً قد ورى |
عهدتُك تشبهُ سِيدَ الضَّراء، | ولستَ مشابهَ ليثِ الشَّرى |
تَدِبّ، فإن وجدتْ خِلسةً، | فيا للسُّليك، أو الشنفرى |
هو الشرّ، قد عمّ، في العالَمين، | أهلَ الوُهودِ، وأهل الذُّرا |
لِيفينّ، في صَمتهِ، ناسكٌ، | إذا افتنّ، فيمايقول، الورى |
فَكنَّوا صَبُوحيّةَ الشَّرب أُمَّ | ليلى، ومكةَ أُمَّ القُرى |
وقالوا بدا المشتري في الظّلام، | فيا ليتَ شِعريَ ماذا اشترى؟ |
وترجو الرّباحَ، وأين الرّباحُ، | ونعتك في نفسِك الخَيسرا |
عَذيريَ منْ ماردٍ فاجرٍ، | تَقرّأ، والمخزياتِ اقترى |
فهوّنْ عليك لِقاءَ المَنونِ، | وقلْ، حين تَطرُق: أطرِقْ كرا |
ونادِ، إذا أوعدتك: اعتِري، | فصبراً على الحُكم لمّا اعترى |
ونفسي ترجّي، كإحدى النفوس، | وتَذري النوائبُ سَكْنَ الذُّرا |
وكم نزلَ القَيْلُ عن منبرٍ، | فعادَ إلى عُنصر في الثرى |
وأُخرِجَ، عَن مُلْكِهِ، عارياً، | وخَلّفَ مملكةً بالعَرا |
إذا الضّيْفُ جاءَكَ، فابسِمْ له، | وقرّبْ إليه وشِيكَ القِرى |
ولا تحقِر المُزدرَى في العيون؛ | فكمْ نَفَعَ الهَيّنُ المزدرَى |
ولا تحمِلُ البُزلُ تلكَ الوسوقَ، | إلاّ بأزرارها والعُرا |
أجل! خَزَرَتْنيَ وثّابَةٌ، | سواها التي مشت الخيزَرى |
فإنّ سُراءَ الليالي رمى | أوان شبيبتنا، فانسرى |
ونوميَ موتٌ، قريبُ النشور، | وموتيَ نوْمٌ، طويلُ الكَرى |
نؤمّلُ خالقَنا، إنّنا | صُرينا لنشربَ ذاك الصَّرا |
سواءٌ عليّ، إذا ما هلَكتُ، | منْ شادَ مكرُمَتي، أو زرى |
فأوْدى فلانٌ بسٌقمٍ أضرّ، | وأدوى فلانٌ بعِرقٍ ضرا |
أبالنَّبْلِ أُدركَ أمْ بالرِّما | حِ، بين أسنّتها والسَّرا؟ |
فهلْ قامَ، من جَدَثٍ، مَيّتٌ، | فيخْبرَ عنْ مسمَع أو مَرَى؟ |
ولو هَبّ صَدّقَهُ معشرٌ، | وقال أناسٌ طغى وافترى |
ولم يقرِ، في الحوضِ، راعي السوا | م إلاّ ليورده ما قرى |
أفِرُّ، وما فَرأٌ نافرٌ، | بمعتصم منْ قضاءٍ فرا |
أحِنُّ إلى أملٍ فاتَني، | وما للشَّبوبِ وعيشِ الفِرا |
متى قرْقَرَ الهاتِفُ العِكْرِميُّ، | هيّجَ صبّاً إلى قَرْقرى |
وقد يفسُدُ الفكرُ في حالةٍ، | فيوهِمُكَ الدُّرَّ قَطرُ السُّرا |
سقاك المُنى، فتمنّيْتها؛ | وصاغَ لك الطيفَ حتى انبرى |
فلا تدْنُ منْ جاهلٍ آهلٍ، | لو انتُزِعَتْ خمسُهُ مادرى |
أبى سيفُهُ قتلَ أعدائهِ، | وسافَ وليدتَهُ، أو هرا |
وتختلفُ الإنسُ في شأنها؛ | وأبعِدْ بمنْ باعَ ممن شرى |
مُغنّيَةٌ أُعطيتْ مُرْغِباً؛ | فغنّتْ، ونائحةٌ تُكترى |
وهاوٍ ليُخرجَ ماءَ القليبِ؛ | وراقٍ ليَجنيَ ثَولاً أرى |
فإنْ نالَ شهداً، فأيسِرْ بهِ، | على أنّهُ، بسقوطٍ، حرى |
نَزُولَ كما زال أجدادُنا؛ | ويبقى الزمانُ على ما نرى |
نهارٌ يُضيءُ، وليلٌ يَجيءُ، | ونجمٌ يغورُ، ونجمٌ يُرى |