قد بلغنا على مخشاة أنفسنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قَدْ بَلَغْنَا على مَخْشَاةِ أنْفُسِنَا | شَطَّ الصَّرَاةِ إلى أرْضِ ابنِ مَرْوَانِ |
طَيّارَةٌ كَانَ للحَجّاجِ مَرْكَبُهَا، | تَرَى لهَا مِنْ أذَاةِ المَوّجِ أعْوَانَا |
أتَتْ بِنَا كُوفَةَ الرّابي لِثَالِثَةٍ | مِنَ الأُبُلّةِ للمَوْجِ الّذِي كَانَا |
إني حَلَفْتُ بِأعْنَاقٍ مُعَلَّقَةٍ، | قد أُلزِمَتْ من رُؤوس النِّيبِ أذْقانَا |
هَدْيٍ تُساقُ إلى حَيثُ الدّمَاءُ لَهُ | يَبْلُلنَ من عَلَقِ الأجوَافِ كَتَّانَا |
لأمْدَحَنّكَ مَدْحاً لا يُوَازِنُهُ | مَدْحٌ على كُلّ مَدْحٍ كانَ عِلْيانَا |
لتَبْلُغَنْ لأبي الأشْبَالِ مِدْحَتُنَا، | مَنْ كانَ بالغَوْرِ أوْ مَرْوَيْ خُرَاسانَا |
كَأنّهَا الذّهَبُ العِقْيَانُ حَبّرَهَا | لسانُ أشعَرِ أهلِ الأرْضِ شَيطانَا |
قوْمٌ أبَوْا أنْ يَنال الفحشُ جارَتَهمْ، | وَالجَاعِلُونَ مِنَ الآفَاتِ أرْكَانَا |
وَالضّارِبُونَ مِنَ الأقْرَانِ هامَهُمُ، | إذا الجَبَانُ رَأى للمَوْتِ ألْوَانَا |
هُمُ الفَوَارِسُ يَحمُونَ النّساءَ إذا | خَرَجنَ يَسعينَ يَوْمَ الرّوْعِ خُفّانَا |
وَأنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ يَحْمي حُماتَهمُ | ضَرْبٌ يُخَرِّمُ أرْواحَاً وَأبْدَانَا |
كانَتْ بَجيلَةُ، إنْ لاقَى فَوَارِسُها، | وَأصْبَحَ النّاسُ سَلَّ السّيفَ عُرْيانَا |
أحْمَوْا حِمىً بطِعانٍ لَيْسَ يَمنَعُه | إلاّ رِماحُهُمُ للمَوْتِ مَنْ حَانَا |
الأحْلَمُونَ فَما خَفّتْ حُلُومُهُمُ، | والأثْقَلُونَ على الأعْداءِ مِيزَانَا |
والمُعْجِلونَ قِرَى الأضْيافِ إن نَزلوا، | وَأمْنَعُ النّاسِ يَوْمَ الرّوْعِ جِيرَانَا |
أيْدِي بَجِيلَةَ أيْدٍ لا يُوَازِنُهَا | أيْدِي طَعانٍ، إذا لاقَينَ أقْرَانَا |
قَوْمٌ لهُمْ حَسَبٌ ضَخْمٌ دَسِيعَتُهُ، | زَادُوا على بَانِيَاتِ المَجْدِ بُنْيَانَا |
فَمَنْ يَكُنْ ساعِياً يَرْجُو مَساعيَهم | يَجِدْ لهُمْ دُونَها فَرْعاً وأرْكَانَا |
قَوْمٌ إذا رُفِعَتْ أصْوَاتُهُمْ هَزَمُوا | مَنْ يَدّعُونَ بِهِ في الخَيلِ فُرْسَانَا |
يُعْطي عَطايَا كِرَاماً لا يُوَازِنُهَا | مُعْطٍ، ولا بَعْدَ مَا يُعْطِيهِ مَنّانَا |
إني رَأيْتُ أبَا الأشْبَالِ مُعْتَصِماً | بِهِ الجِبَالُ كَعادٍ عندَ خَفّانَا |
ضَيْفٌ بَعَينِ أُبَاغٍ، لا يَزالُ لَهُ | لَحْمٌ لمُغْتَصِبٍ للقَوْمِ غَرْثَانَا |
أحْمَى البِرَازَ فَلا يَسْرِي بِهِ أحَدٌ، | وَلمْ يَدَعْ في سَوَادِ الغِيلِ إنْسَانَا |
أمَّا الفُرَادَى ، فلا فَرْدٌ يَقُومُ لَهُ، | وَقَدْ يَشُدُّ على الألْفَينِ أحْيَانَا |