نحن أرينا الباهلية ما شفت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ | بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ |
حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي | هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ |
وَنَحْنُ أزَحْنا عَنْ خُوَيْلَةِ جَحدرٍ | شَجاً كانَ منها في مكانِ المُخَنَّقِ |
وكانَتْ إذا ابْنا مِسْمَعٍ ذُكِرَا لَها | جَرَتْ دُفَعٌ مِنْ دَمْعِها المُتَرَقرِقِ |
فَساغَ لها بَرْدُ الشّرَابِ، ولمْ يكُنْ | يَسُوغُ لهَا في صَدْرِها المُتَحَرِّقِ |
أتَتْها، وَلا تَمشِي، ثَمانُونَ لحيَةً | جَماجِمُها مِنْ مُخُتَلىً وَمُفَلَّقِ |
فكائِنْ بقَنْدابِيلَ مِنْ جَسَدٍ لهُمْ، | وَبالعَقِرِ من رَأسٍ يُدهدى ومَرْفَقِ |
يُدهْدى مِنَ الحِصْنِ الذي سَرِعوا به | إلى الأرْض شَتى من قَتيلٍ وَمُرْهَقِ |
فَما مِنْ بَلاءٍ أوْ وَفَاءٍ سِوَى الّتي | فَعَلْنَا بِقَنْدابِيل إذْ نَحنُ نَرْتقي |
إلَيْهِمْ، وَهُمْ في سُورِها، بسُيُوفِنا | وَعَسّالَةٍ يَخْرِقْنَهُمْ كلَّ مَخرَقِ |
فإنْ يَكُ قَتْلٌ بابنِ أرْطَاةَ شافِياً | وَمُرْقىءَ عَينٍ، دَمْعُها ذو تَرَقرُقِ |
فَلَمْ يُبْقِ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ضَرْبُنا | بكُلّ يَمانٍ ذِي حُسامٍ وَرَوْنَقِ |
لَهُمْ غَيرَ أنْوَاحٍ قِيَامٍ نِسَاؤهَا | إلى جَنْبِ أجْسادٍ عُرَاةٍ وَدَرْدَقِ |
وَذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتها رِمَاحُنَا | حَلالاً لِمَنْ يَبْني بِهَا لمْ تُطَلَّقِ |
وَكانَتْ أثَافي قِدْرِنَا رَأس بَعْلِها، | وَعَمّيْهِ في أيْدٍ سَقَطَنْ وَأسْوُقِ |
ألَمْ تَرَ أنّا بِالمَشاعِرِ يُهْتَدَى | بِنا، ولَنَا مَجدُ الفَخُورِ المُصَدَّقِ |
أبي مُضَرٌ مِنْهُ الرّسُولُ الذي هدى | به الله مَنْ صَلّى بغْرْبٍ وَمَشْرِقِ |
إذا خِنْدِفٌ بالأبْطَحَينِ تَغَطْرَفَتْ | وَرَائي وَقَيْسٌ ذَيّلَتْ بالمُشَرَّقِ |
فَما أحدٌ إلاّ يَرَانَا أمامَهُ | وَأرْبَابَهُ مَنْ فَوْقِهِ حِينَ نَلْتَقي |
وَمَنْ يَلْقَ بَحْرَيْنا، إذا ما تَناطَحا | بخِنْدِفَ أوْ قَيسِ بنِ عَيلانَ، يَغرَقِ |
هُمَا جَبَلا الله اللّذَانِ ذُرَاهُمَا | معَ النّجْمِ في أعْلى السّماءِ المُحَلِّقِ |
فَتَحْنَا بإذْنِ الله كُلَّ مَدِيِنَةٍ | مِنَ الهِندِ أوْ بابٍ من الرّومِ مُغْلَقِ |