إليك ابن سيار فتى الجود واعست
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ | بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ |
كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه | إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ |
إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ | بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ |
فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها | إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ |
أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ | من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ |
وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ | كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ |
جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى | أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ |
لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها، | عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ |
وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ، | إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ |
فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ | أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ |
كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى، | لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ |
إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ | لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ |
وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى | مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ |
هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى | من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ |
وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ | إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ |
مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ، | وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ |
أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ | معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ |
خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ | بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ |
إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ | وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ |
غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ، | طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ |
جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي | بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ |
وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ | لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ |
وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه | جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ |