دعا دعوة الحبلى زباب وقد رأى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
دَعَا دَعْوَةَ الحُبْلى زَبابُ، وَقد رَأى | بَني قَطَنٍ هَزّوا القَنَا، فَتَزَعْزَعا |
كَأنّهُمُ اقْتادُوا بِهِ مِنْ بُيُوتهِمْ | خَرُوفاً مِنَ الشّاءِ الحجازِيِّ أبْقَعا |
فَلَوْ أنّ لَوْماً كانَ مُنْجيَ أهْلِهِ | لَنَجّى زَبَاباً لَوْمُهُ أنْ يُقَطَّعا |
إذاً لَكَفْتْهُ السّيْفَ أُمٌّ لَئِيمَةٌ، | وَخالٌ رَعَى الأشْوَالَ حتى تَسَعسَعا |
رُمَيْلَةُ أوْ شَيْمَاءُ أوْ عَرَكِيّةٌ | دَلُوكٌ برِجْلَيها القَعُودَ المَوَقَّعا |
فَلا تَحْسَبَا يا ابْنَيْ رُمَيْلَةَ أنّهُ | يكُونُ بَوَاءً دُونَ أنْ تُقْتَلا مَعا |
وَإنْ تُقْتَلا لا تُوفَيَا غَيْرَ أنّهُ | دَمُ الثأرِ أحرَى أنْ يُصَابَ فيَنْقَعا |
بَني صَامتٍ هَلاّ زَجَرْتُمْ كِلابَكُمْ | عَنِ اللّحْمِ بالخَبْرَاءِ أنْ يَتَمَزّعا |
وَلَيْسَ كَرِيمٌ للخُرَيْبَيْنِ ذائِقاً | قِرىً بَعدما نادى زَبابٌ فاسْمَعا |
فشَرْعُكُما ألبانَها فَاصْفِرَا بِهَا | إذا الفَأرُ مِنْ أرضِ السّبيّةِ أمْرَعا |
وعقد كانَ عَوْفٌ ذا ذُحُولٍ كَثِيرَةٍ | وَذا طَلَباتٍ تَتْرُكُ الأنْفَ أجْدَعا |
أتَيْتَ بَني الشّرْقيّ تَحِسبُ عَزَّهُمْ | على عهد ذي القرنين كان تضعضعا |
أتيتهم تسعى لتسقي دماءهم | وَعَمْروٌ بِشاجٍ قَبْرَهُ كانَ أضيْعَا |
أتأتُونَ قَوْماً نارُهمْ في أكُفّهِمْ، | وَقاتِلُ عَمْروٍ يَرْقُدُ اللّيلَ أكْتَعا |
فَسِيرَا، فَلا شَيخَينِ أحمَقُ منكُما، | فَلَمْ تَرْ قعَا يا ابْني أُمَامَةَ مَرْقعَا |
تَسُوقَانِ عمَّاداً زَعِيماً كأَنّماَ | تَسُوقانِ قِرْداً للحَمالَةِ أصْلَعا |
سَيأتي ابنَ مَسْعودِ على نَأى دارِهِ | ثَناءٌ إذا غَنّى بهِ الرّكْبُ أقْذَعا |
قَوَارِعُ مِنْ قِيلِ امرِىءٍ بكَ عالمٍ، | أجَرّكُمُ صَيْفاً جَدِيِداً وَمَرْبَعا |
أنَاةً وَحِلْماً وَانْتِظارَ عَشِيرَةٍ، | لأدْفَعَ عَني جَهْلَ قَوْمي مَدْفَعا |
فَلَمّا أبَوْا إلاّ الضَّجاجَ رَمَيْتُهُمْ | بذاتِ حَبارٍ تَترُكُ الوَجْهَ أسْفَعا |
فَإنّ أباكَ الوَقْبَ قَبلَكَ خَالِداً، | دَفَعناهُ عَنْ جُرْثومَةِ المَجد أجمعا |
بِمأثُرَةٍ بَذّتْ أباكَ، ولمَ يَجِدْ | لَهُ في ثَناياها ابنُ فِقْرَةَ مَطْلعَا |
أيَسْعى ابنُ مَسْعُودٍ وَتِلْكَ سَفاهةٌ | ليُدرِكَ ما قد كانَ بالأمْسِ ضَيّعا |
ليُدْرِكَ مَسْعاةَ الكِرَامِ، ولمَ يكُنْ | ليُدْرِكَها حَتى يُكلِّمَ تُبّعا |
كذَبتُمْ بَني سَلمى، لقد تكذِبُ المُنى | وَتُرْدَى صَفاةُ الحَرْبِ حَتى تَصَدَّعا |
فَإنّ لَنَا مَجْدَ الحياةِ، وَأنْتُمُ | تَسُوقُونَ عَوْداً للرُّكُوبِ مُوَقَّعا |
سَيَعْلَمُ قَوْمي أنّني بِمفَازَةٍ | فَلاةٍ نَفَتْ عَنها الهَجِينَ فأرْتَعا |
إذا طَلَبَتْها نَهْشَلٌ كانَ حَظُّها | عَناءً وَجَهْداً، ثمّ تَنزِعُ ظُلَّعا |
أبي غالِبٌ، وَالله سَمّاهُ غالِباً، | وَكانَ جَديراً أنْ يَضُرّ وَيَنْفَعا |
وَصَعْصَعَةُ الخَير الذي كانَ قَبْلَهُ، | يُشَرِّفُ حَوْضاً في حَيا المَجد مُترَعا |
وَجَدّي عِقالٌ مَن يكُنْ فاخِراً بِهِ | على الناسِ يُرْفَعْ فَوْقَ من شاء مرْفَعا |
وَعَمّي الذي اختارَتْ مَعَدٌّ حكُومَةً | على الناسِ إذْ وَافَوْا عُكاظَ بها مَعا |
هُوَ الأقْرعُ الخَيرُ الّذي كانَ يَبْتَني | أواخيَ مَجْدٍ ثابِتٍ أنْ يُنزَّعا |
فَيا أيّهَذا المُؤتلي لِيَنالَني، | أبي كانَ خَيراً مِنْ أبِيكَ وَأرْفَعا |
وَهذا أوَاني اليَوْمَ يا آلَ نَهْشَلٍ، | رَدَيْتُ صَفاكُمْ مِنْ علٍ فَتَصدّعا |
رَدَيْتُ بمِرْداةٍ بِما كانَ أوّلي | رَداكمْ فَدَنّى سَعيُكمْ فتَضَعضَعا |