أما قريش أبا حفص فقد رزئت
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ | بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا |
إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا، | وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا |
ما مات مثلُ أبي حَفْصٍ لمَلْحَمَةٍ، | وَلا لطالِبِ مَعرُوفٍ إذا افتَقَرَا |
كَمْ منْ فَوَارِسَ قَد نادوا إذا لحقوا | بالخيلِ باسمِكَ حتى يُطعَموا الظَّفرَا |
لَقَدْ رُزِئْتُمْ بَني تَيْمٍ وَغَيْرُكُمُ | عَلى بَوائِبِها الخَيْرَينِ مِنْ مُضَرَا |
وَالأكْرَمَيْنِ إذا عُدّتْ فُروُعُهما، | والأنْعَشَيْنِ إذا مَوْلاهُمَا عَثَرَا |
فابْكي هُبِلْتِ أبا حَفْص وَصَاحبَهُ | أبَا مُعَاذ، إذا شُؤبُوبُها اسْتَعَرَا |
حَرْبٌ إذا لَقِحَتْ كانَ التّمامُ لهَا | مِنهُ، إذا نُتِجَتْهُ، الأبْلَقَ الذّكرَا |
كَمْ من جَبانٍ لَدى الهَيجا دَنَوْتَ به | إلى القِتَالِ، ولَوْلا أنتَ مَا صَبَرَا |
مِنْهُنّ أيّامُ صِدْقٍ قَدْ بُليتَ بهَا، | أيّامُ فارِسَ وَالأيّامُ مِنْ هَجَرَا |
يَا أيّها النّاسُ لا تَبكوا على أحَدٍ | بَعْدَ الّذي بضُمَير وَافَقَ القَدَرَا |
كَانَتْ يَداهُ يَداً، سَيْفاً يُعَاذُ بهِ | مِنَ العَدوّ وَغَيْثاً يُنبِتُ الشّجَرَا |
تَستَخِبرُ الخَيْلَ في الهَيجا إذا لحِقتْ | وَالمُعتَرُونَ قُدورَ النّاسِ وَالحَجَرَا |
مَن يَقتلُ الجوعَ بعد ابنِ الشهيدِ وَمن | بالسّيفِ يَقتلُ كبشَ القوْم إذا عكرَا |
إنّ النّوائِحَ لا يَعْدُونَ في عُمَرٍ | ما كانَ فيهِ ولا المَوْلى إذا افتَخَرَا |
إذا عَدَدْنَ فَعَالاً أوْ لَهُ حَسَباً، | أوْ يَوْمَ هَيجَاءَ يُعشِي بأسُهُ البصرَا |
القائِلَ الفاعِلَ الحامي حقيقَتُه، | وَالوَاهِبَ المائَةَ المِعَكَاءَ وَالغُرَرَا |
لا يُلْقِيَنْ بيَدَيْهِ الدّهَر ذو حَسَبٍ | يَرْجُو الفِداءَ إذا ما رُمحُهُ انكَسَرَا |