استوقفا الركب في أطلالهم وقفا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
اسْتَوقِفا الرَّكبَ في أَطْلالِهم، وقِفا | وإِنْ أَمَحَّ بِلىً مأَثُورها وعَفَا |
تأَبى المنَزلُ أَنْ آبى الأَسى ،فَمَتى | أَبْللْتُ مِنْهُ سُلُوَّا هِضْننِي كَلَفَا |
يَستَشرِفُ الناسُ إِعوالي وقَدْ جزَعتْ | أَحداجُهُمْ هضبَاتِ الجزعِ من شَرفا |
وَفي الخُدور بُدُورٌ فَلَّما طَلعتْ | إِلاَّ تصرَّمَ ضَوءُ البدْرِ أَوْ كُسِفَا |
مَقْسُومةٌ بينَ أَردافٍ مبتَّلةٍ | تَدعوا الهَوَى، وخُصُورٍ أَرهِفتْ هيَفا |
قَدْ كُنتُ أَشكوُ تَمادِي حُبّها حدثاً | فالآنَ أَطْمعُ في إِنصافِها نَصفا |
ولي فُؤادٌ إذا نهنَهْتُ صَبْوتًهُ | أَبى، ودمعٌ إِذا كفْكفْتُهُ وكَفَا |
أَكادُ مِنْ كلَفٍ أُعْطِي الحمام يَداً | إِذا الحَمَامُ عَلَى أَغصَانِهِ هتَفا |
مَا بَاشَرَ النَّارَ مَشْبُوباً تضَرُّمُها | مَنْ لم يُضِفْ تحت أَحْناءِ الحشَا كلَفَا |
أَراجع ٌمِنْ شَبابي قيضُ مُبتَذَلٍ | أَنفقْتُهُ في لُبانَاتِ الهَوَى سَرفا |
للهِ أِيَّامُنا ما كان أَحسَنَها | لَوْ أَنَّ دَهراً تَوَلَّى ذِهِباً وقَفَا |
لا تَكذبِنّّ فَمَا الدُّنيا بِراجعةٍ | ما فات من لذَّةِ الدَّنيا وما سَلفا |
لَوْلاَ الأَميرُ ابْنُ صفْوانٍ وأَنغُمُهُ | ما لانَ مَا لانَ مِنْ أَيامِنا وصفا |
غَمْرٌ يَمدُّ إِلى العَليَاءِ مِنْهُ يَداً | تُعْطِيهِ عادَتُها الممْنُوعَ والسَّعَفَا |
إِنْ أَخلفَ القَطرُ أَوكدتْ مَخِيلَتُهُ | كاَنَتْ يَدَاهُ لنا من صَوْبِهِ خَلَفَا |
ماضِي الحُسامِ إِذا حَدُّالحُسَامِ نَبَا | ثَبْتُ الجَنَانِ إِذا قَلْبُ الجَنانِ هَفَا |
رَبُّ العزَائِمِ لَوْ رَادى بأَصغرِها | ذوائبُ الهضْبِ مِنْ رضْوى لَقَدْ رَجفَا |
سائِلُ سُليْماً بهِ إِذْ ماقَ جَاهلُها | حَيناً، فأَدْركَهُ مَكرُوهُ ما اقْترفا |
مِنْ حَيْنِهمْ أَنْ غلوْا بَغْياً ،فغَادَرَهُمْ | فَرطُ الغُلُوِّ لأِطرافِ القَنا هَدَفا |
أَتةكَ يُزْجِيهُمُ للحَينِ جاهِلهُمْ | مُستَقْدِماً بِهمُ للبَغْيِ مُزْدَلِقَا |
في كلِّ يومٍ صُدُورُ السُّمْرِ مُشرَعةً | تَمْرى نجيعاً على أَعجازهِمْ نُطَفَا |
أَمطرت َ أَرؤُسَهُمْ ضَرباً ترْكتَ بهِ | مأَثورَةَ السُّمرِ مُنآداً ومُنقصِفا |
يَسْتنزلُ القوْنَسَ المَحبُوكَ مُنْبتِراً | مِنْ وَقْعِهِ ويخُوضُ النَّثرَةَ الزَّغَفا |
كأَنَّ وَقَعَ سُيوفِ الهِنْدِ سابِحةً | في هامِهمُ حَشُّ نَار تَحتَها سعفا |
كَمْ مُقْعِصٍ مِنْهُمُ تدمى تَرائِبُهُ | ولاحِجٍ في وثاقِ الأَسرِ قد رسفا |
أَولى لَهُمْ لَوْ بِغيرِ الطَّاعةِ اعْتصموا | لاسْتَمطُروا عارضاً مِنْ سَطوَةٍ قَصَفَا |
أَبوك أَطْفَا نارَ الحربِ إِذْ كَشَرتْ | شَنْعاءَ مَذْرُوبةً أَنيابُها عَضََفَا |
عَمَّ الجَزيرةَ عَدْلاً شائِعاً، ونَدْى | غمْراً ، أَماطَا ظَلامَ الظُّلْم فانْكشَفَا |
فأَصْبحَتْ بَعْدَ أَنْ غاضَتْ بَشَاشَتُها | بِعدْلِهِ ونداه ُرَوْضَةً أَنُفَا |
لَمْ يَتَّرِكْ وسَطاً مِنها على وَجَلٍ | إِلا عَلَى الأَمنِ مُطوِيًّا،ولا طرفا |
يا ناصِرَ الدَّينِ كَافا اللهُ سَعْيَكَ عن | مَعاشِر شارَفُوا أَنْ يَنْفَدُوا تَلَفَا |
سلَلْتَ دُونَ بني الإِسلامِ سيفَ وغىً | أبْرَا الجَوانِحَ مَنْ أَوْغامِها وشفَى |
أَطفَاْتَ نارَ العِدى عنْهُمْ وقد ذَكُوتْ | وذُدْتَ نَابَ الرَّدى عنْهُمْ وقَدْ صَرَفَا |
حَتَّى إِذا مَا الهُدى مَالتْ دَعائِمُهُ | واسْترْجفَ العَدْلُ مِنْ أَقطارِهِ فهَفَا |
دَلَفْتَ مُستَنْصِرا باللهِ مُنتصِرا | للهِ غيْرانَ تَحْمي دينَه أَنِفا |
لَمَّا تَراءَاك في دَيجُورِ قَسْطَلِهِ | تُزْجِي من الموْت فِيها عارِضا قَصَفَا |
وَلَّى وخَيْلكَ تَحْت اللَّيل تنْشُدُهُ | مُسْتَعْصِما بحبالِ الرُّوم مُعْتَسِفَا |
إِنْ يَنْجُ مُنهَزِماً رَكْضاً فقَدْ وطِئتْ | مِنْهُ الرِّماحُ صَليفيْ كاهِلٍ وَقَفَا |
لَئِنْ أَقَمتَ قَناةَ ا لدِّين واعْتدَلَتْ | فَمَا تَرى أَوَداً فيها ولا جَنَفا |
فلَمْ يزَل مِنْكُم حِصْنٌ يُلاَذُ بهِ | إِذا عجاجُ الردَى في فِتْيةٍ عَصَفَا |
إِليكَ أَلقَتْ نِزَارٌ ثِنْيَ مِقْودِها | طَوْعاً مِنها الشَّمْلُ مُؤْتَلفَا |
لَوْلا دِفاعُكَ كانَ المُلْك مُهْتَضَما، | والشَّعْبُ مُنفَرجاً ،والأَمْرُ مُخْتَلِفَا |
لِلهِ أَنْتَ رحى هَيْجاءَ مُشْعَلةٍ | إِذا القَنَا مِنْ صُباباتِ الطُّلَى رَعَفَا |
لَمَّا تَمَادتْ شَكاةُ الدَّينِ أَعجزَهُ | إِلاَّ بِسَيْفِكَ مِنْ تِلْكَ الشَّكاةِ شِفَا |
أَمّ العُفَاةُ فقدْ أَلقَوْا عِصِيَّهُمُ | حيتُ العطايا بَدراً والنَّدى سَرقا |
رَأَوْكَ أَندَى الوَرَى كَفَّا، وأَمْنعَهمْ | كَهْفاً، وأَوْطأََهُمْ للمُعْتفي كَنَفَا |
ما كان مِنْكَ الفنَاءُ الرَّحبُ إِذْ نَزُلوا | ضَنْكَ المَحَلِّ، ولا كَانَ النَّوالُ لفَا |
إِذا الرِّجالُ تَعَاطَوا ذِكْرَمَكْرُمَةٍ | غَمرْتهم سُؤْدُداً اَو طُلْتَهمْ شَرَفَا |
أَمْسَى بِكَ المُصرَمُ المحْرومُ مُغْتبِطاً | مُعْدًى على الدَّهر ، والمظْلومُ مُنتصَفَا |
بِطَولكَ انْحازَتِ الأَيامُ رَاجِعَةً | عن سَاحَتي ،وصُرُوفُ الدَّهرِ مُنْصَرفَا |
حَسْبِي بِجودِك فَذَّا أَستَعينُ بِهِ | عَلَى الخُطًوبِ إِذا ما اعْصوْصَبَتْ وكَفَى |