هذا كتابك فيه الجهل والعنف
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
هذا كتابُكَ، فيهِ الجَهلُ وَالعُنُفُ، | قَد جاءَنَا، فَفَهِمنا كلَّ ما تَصِفُ |
أمَا تَخافُ القَوَافي أنْ تُزِيلَكَ عَنْ | ذاكَ المَقامِ، فتَمضِي ثمّ لا تَقِف |
وَشاعراً لا يَكُفُّ النّصْفُ غَضْبَتَهُ | إنْ هُزّ، وَاللّيثُ يَرْضَى حينَ يُنتَصَف |
تَعيبُني بِهَنَاتٍ لَسْتُ أعْرِفُهَا | منّي، وَأنْتَ بهَا جَذْلانُ مُعترِفُ |
لا تَجْمَعَنّ عَلَيْنَا رَدّةً وَبَذا | قَوْلٍ، فذلكَ سوءُ الكَيلِ وَالحَشَفُ |
مَا لي وَللرّاحِ تَدْعُوني لأشْرَبَهَا، | وَلي فُؤادٌ بشيءٍ غَيرِها كَلِفُ |
إنّ التّزَاوُرَ فيمَا بَيْنَنا خَطَرٌ، | وَالأرْضُ من وَطأةِ البِرْذَوْنِ تنخسِفُ |
إذا اجتَمَعْنَا عَلى يَوْمِ الشّتَاءِ، فلي | هَمٌّ بِما أنَا لاقٍ، حينَ أنْصَرِفُ |
أبِالغَديرِ، إذا ضَاقَ الطّرِيقُ بِهِ، | أمْ بالطّرِيقِ المُعَمّى، حينَ يَنعطِفُ |
وَقُلْتُ دَجْنٌ يُرِيقُ العْينَ رَيّقُهُ، | مِنْ كلّ غادِيَةٍ أجْفَانُها وُطُفُ |
فَكَيفَ يَطرَبُ للدَّجنِ المُقيمِ، إذا | سَحّتْ سَحائِبُهُ مَنْ بَيْتُهُ يَكِفُ |
لا أقرَبُ الرّاحَ أوْ تَجْلُو السّماءُ لَنَا | شمسَ الرّبيعِ وَتَبهَى الرّوْضَةُ الأُنُفُ |
وَيَفْتُقُ الوَرْدُ خُضْراً عَن مُعَصْفَرَة، | وَيكتَسِي نَوْرَهُ القاطُولُ وَالنَّجَفُ |
هُنَاكَ تَجميعُ شَمْلٍ كانَ مُفترِقاً | مِنّا، وَتأليفُ رَأيٍ كَانَ يَختَلِفُ |