عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عجبتُ للطيفِ يا لمياءُ حين سَرى | نحوي وما جالَ في عيني لذيذُ كرى |
وكيف ترقدُ عينٌ طولَ ليلتِها | تدافعُ المقلقينَ الدمعَ والسهرا |
باتتْ وساوسُ فكري فيكِ تخدعني | أَطماعُها وتُريني آلَهُ غُدُرا |
أحبابَنا ما لِدمعي كلما اضطرمتْ | نارُ الجوى بينَ أحناءِ الضلوعِ جرى |
وما لصبري الذي قد كنتُ أذخرُه | على النوى ناصراً يوم النوى غَدرا |
وما لدهري إِذا استسقيتُ أشرقني | على الظما وسقاني آجناً كدرا |
يصفي لغيري على ريٍّ مواردهُ | ظلماً ويوردني المستوبلُ المقرا |
أشكو إِليه سَقاماً قد برى جسدي | أعيا الأساة َ ولو واصلتمُ لبرا |
وليلة ٍ مثل موج البحرِ بتُّ بها | أكابدُ المزعجينَ الخوفَ والخرا |
حتى وردتُ بآمالي إِلى ملِكٍ | لو رامَ رداً لماضي أمسِه قدرا |
فأصبحَ الدهرُ مما كان أسلفَهُ | إِليَّ في سالِف الأيامِ مُعتذِرا |
وذادَ عني الرزايا حينَ أبصرني | بعزة الأمجدِ السلطانِ منتصرا |
ملكٌ أرانا عليّاً في شجاعتهِ | وعلمهُ وأرانا عدلهُ عمرا |
أغَرُّ ما نزعتْ عنهُ تمائِمُه | حتى تردَّى رِداءَ الملكِ واتَّزرا |
من آلِ أيوبَ أغنتنا عوارفهُ | في كالحِ الجَدبِ أن نستنزلَ المطرا |
ثَبْتُ الجَنانِ له حلمٌ يُوقّرُهُ | إنْ خامرَ الطيشُ ركنيْ يذبلٍ وحرا |
الفارجُ الهَبَواتِ السودَ يوردُ في | مواقعِ الراشقاتِ الأبيضَ الذَّكرا |
ومُقدمُ الخيلِ في لَبَّاتها قِصَدٌ | وعاقِرُ البُدنِ في يوميْ وغى ً وقِرى |
وخائضُ الهولِ والأبطالِ محجمة ٌ | لا تستطيعُ به ورداً ولا صَدَرا |
وثابتُ الرأيِ أغنتَ ألمعيَّتهُ | عن أن يشاركَه في رأيه الوُزرا |
لا يتَّقي في الوغى وقعَ الأسنة ِ با | لزَّعْفِ الدلاص كفاه سيفُه وَزَرا |
عارٍ من العارِ كاسٍ من مفاخرهِ | تكادُ عزَّتُه تستوقفُ القَدَرا |
تمضي المنايا بما شاءتْ أسنتهُ | إِذا القنا بين فرسانِ الوغى اشتجرا |
تكادُ تخفي النجومُ الزهرُ أَنفَسها | خوفاً ويُشرق بَهْرامٌ إِذا ذُكرا |
يدعو العفاة ُ إلى أموالهِ الجفلى | إذا دعا غيرهُ في الأزمة ِ النقرى |
مِن دَوْحة شَرُفتْ أعراقُها وزكتْ | منها الفروعُ وطابتْ مغرساً وثرى |
لمَّا تخيَّرني أَروي قصائِدَه | مضيتُ قُدماً وخلَّفتُ الرواة ورا |
فاعجبْ لبحرٍ غدا في رأسِ شاهقة ٍ | من العواصمِ طامٍ يقذفُ الدررا |
شعرٌ سمتْ بهِ الشعرى لشركتها | فيه فقامتْ تُباهي الشمسَ والقمرا |
لو قامَ بعضُ رواة ِ الشعرِ ينشدهُ | يوماً بأرض أزالٍ أخجلَ الحِبَرا |
سحرٌ ولكنَّ هاروتاً وصاحبهُ | ماروتَ ما نهيا فيه ولاأمرا |
كم قمتُ في مجلسِ الساداتِ أنشدهُ | فلم يكنْ لحسودٍ في علاهُ مرا |
عجبتُ من معشرٍ كيفَ ادَّعوا سفهاً | من بعدما سمعوهُ أنهم شعرا |
لولا التُّقى قلتُ لا شيءٌ يعادله | أَستغفرُ اللّهَ إِلاالنملُ والشُّعَرا |
أنا الذي سار في الدنيا له مثلٌ | أَهديتُ من سفهٍ تمراً إِلى هَجَرا |
جَرَيْتُ في شأوهِ أبغي اللَّحاقَ به | فما تعلقتُ إِلا أن ظفرت بَرَى |
والشعرُ صيدٌ فهذا جُلُّ طاقتِه | حرشُ الضِّبابِ وهذا صائدٌ بقرا |
وليس مستنزِلُ الأوعال من يَفَعٍ | كمَنْ أتى نَفَقَ اليَربوعِ فاحتفَرا |
وإن من شارفَ التسعينَ في شغلٍ | عن القوافي جديرٌ أن يقولَ هرا |