.....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
.....مُطَرِّبُ الصُّبح هَيَّجَ الطَّرَبا | لَمَّا قَضى اللَّيْلُ نَحْبَهُ انْتَحَبا |
مُغَرِّدٌ تَابَعَ الصِّياحَ فَما | نَدْرِي رِضاً كانَ ذاك أمْ غَضَبا |
ما تُنكِرُ الطَّيرُ أنَّهِ ملِكٌ | لها فبِالتَّاج راحَ مُعتَصِبَا |
طَوى الظَّلامِ البُنودَ مُنصرِفاً | حِينَ رأى الفجرَ يَنْشُرُ العَذَبا |
واللَّيلُ مِنْ فَتكَة ِ الصَّباحِ بهِ | كَراهبٍ شقَّ جَيبَهُ طَربا |
فَبَاكِرِ الخَمْرة الَّتي تَرَكَتْ | بَنَانَ كَفِّ المُديرِ مُخْتَضَبَا |
كَأنَّما صَبَّ في الزُّجاجَة ِ، مِنْ | لُطْفٍ وَمِنْ رِقَّة ٍ نَسِيمَ، صَبَا |
وليسَ نارُ الهموم خامدة ً | إلاَّ بنور الكؤوس مُلتهبا |
يظَّلُّ زِقُّ المدام مِمتهناً | سَحْباً وذَيلُ المُجونِ مُنْسَحِبَا |
وَمُقْعَدٍ لا حَرَاكَ يُنْهِضُه | وهو على أَرْبَعٍ قَدِ انتصَبَا |
مُصَفَّرٍ مُحرِقٍ تَنَفُّسه | تَخَالُهُ العَيْنُ عاشِقاً وَصِبَا |
إذا نَظَمْنا في جِيده سَبَجاً | صَيَّرهُ بعد سَاعة ٍ ذَهَبا |
فما خبتْ نارُنا ولا وَقفتْ | خُيُولُ لَهْوٍ جَرَتْ بِنا خَبَبا |
وسَاحِرِ الطَّرفِ لا نِقاب له | إذ كان بالجلَّنار مُنتقِبا |
جَنيتُ مِنْ ثغْره ووَجْنَتهِ | بِلَحْظِ عَيْنَيَّ زَهْرَة ً عَجَبا |
شقائِقاً مُذهباً يُرى خجلا | وأقحواناً مفضَّضاً شَنَبا |
حتى إذا ما انْتَشى ونَشْوَتُهُ | قَدْ سَهَّلَتْ منهُ كلَّ ما صَعُبا |
غلبْتُ صحْبي عليه مُنفرداً | به، وهل فاز غيرُ مَنْ غلبا |
أرشُفُ ريقاً عذبَ اللَّمى خَصِراً | كأَنَّ فيه الضَّريبَ والضَّرَبا |