تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تظلمَ الوردُ منْ خديهِ إذْ ظلما | وَعلمَ السقمُ منْ أجفانهِ السقما |
وَلَمْ أَرِدْ بِلِحاظِي ماءَ ناظِرِهِ | إلاَّ سقى ناظري منْ ريهِ بظما |
أَسْكَنْتُ مِنْ بَعْدِهِ صَبْرِي ثَرى جَلَدِي | فماتَ فيهِ وَلمْ أعلمْ بما علما |
مَا سَوَّدَ الحُزْنُ مُبْيَضَّ السُّرُورِ بِهِ | إلاَّ وَديمَ دمعي فوقهُ ديما |
أما وَأحمرِ دمعي فوقَ أبيضهِ | وَمَا بَنَى الشَّوْقُ مِنْ صَبْرِي وَمَا هدَما |
لاَ رُعْتُ بِالبَيْنِ مِنْهُ مَا يُرَوِّعُني | وَلاَ حكمتُ عليهِ بالذي حكما |
يا ربَّ يومٍ حجرنا في محاجرنا | ماءَ العيونِ وَأمطرنا الخدودَ دما |
في مَوْقِفٍ يَسْتَعِيذُ البَيْنُ مِنْهُ بِهِ | فَمَا يُقَبِّلُ قِرْطَاسٌ بِهِ قَلَمَا |
كَتَبْتُهُ بِيَدِ الشَّكْوَى إلَيْكَ وَقَدْ | أقسمتُ فيهِ على ما قلتهُ قسما |
هذانِ طرفانِ لاَ وَاللهِ ما عزما | إلاَّ عَلَى سَقَمِي أَوْ لاَ فَلِمْ سَقِما |
وَ يومِ دجنٍ أراقَ الغيمُ رائقهُ | كأَنَّما شَمْسُهُ مَكْحُولَة ٌ بِعَمَى |
تَمَلْمَلَتْ سُحْبُهُ مِنْ طُولِ مَا سَحَبَتْ | وَهَمْهَمَ الرَّعْدُ مِنْهَا فِيهِ حِينَ هَمَى |
بكى عليهِ الندى ليلاً فعبسَ لي | ما كانَ لي في نهارٍ منهُ مبتسما |
لاَ زَالَ مُنْقَطِعاً مَا كَانَ مُتَّصِلاً | مِنْهُ وَمُنْتَثِراً مَا كَانَ مُنْتَظِما |
كمْ لي بمحواهُ رسمٌ قدْ محوتُ بهِ | بغيرِ كفَّ البلى رسماً وَما رسما |
أجريتُ مذهبَ دمعي فوقَ مذهبهِ | حَتَّى تَرَكْتُ بِهِ مَوْجُودَهُ عَدَما |
لاَ أَجَلَّ الله آجالَ الدّمُوعِ إذَا | ما لمْ يكنَّ لأبناءِ الهوى خدما |
يا هذهِ ، هذهِ روحي متى ألمت | مِنَ المَلاَمِ بِكُمْ قَطَّعْتُها أَلَمَا |
كَمْ قَدْ تَدَيَّرَ قَلْبِي مِنْ دِيَارِكُمُ | داراً فما سئمتْ منهُ وَلا سئما |
ثنيتهُ وَعنانُ الشوقِ يجمحُ بي | غلى الذي راحتاهُ تنبتُ النعما |
إلَى کبْنِ مَنْ فُتِحَتْ أُمُّ الكِتَابِ بِهِ | وَبالصلاة ِ على َ آبائهِ ختما |
إلى الذي افتخرتْ أرضُ العقيقِ بهِ | وَمنْ بهِ أصبحتْ بطحاؤها حرما |
إلَى فَتًى تَضْحَكُ الدُّنْيا بِغُرَّتِهِ | فَمَا تَرَى باكِياً فيها إذا کبْتَسَما |
سَمَا بِهِ الشَّرَفُ السَّامِي فَصَارَ بِهِ | مُخَيِّماً فَوْقَ أَطْبَاقِ العُلَى خِيَما |
لَوْ أَنَّ لِلْبُخْلِ أَغْصاناً وقابَلَها | بِوَجْهِهِ أَنْبَتَتْ مِنْ وَقْتِها كَرَمَا |
أَزْرَى عَلَى الغَيْثِ غَيْثٌ مِنْ أَنَامِلِهِ | في رَوْضَة ِ الشُّكْرِ لَمَا بَخَّلَ الدِّيَمَا |
ما إنْ دجا ليلُ نقعِ في نهارِ وغى ً | إلاَّ وأَمْطَرَهُ مِنْ سَيْبِهِ نِقَما |
تأتي المنايا إلى أسيافهِ فرقاً | كأنما تجتدي منْ خوفهِ سلما |
لا يَخْطُرُ الفَرُّ في كَرٍّ بِخَاطِرِهِ | وضلا يؤخرُ عنْ إقدامهِ قدما |
كَمْ قَالَ خَطْبُ الرَّدَى فِيما ينازِلُهُ | هذا الذي لو رمي بالدهرِ ما انهزما |
صبٌّ إلى شربِ ماءِ الطعنِ فيه فما | نَرَاهُ إلاَّ بِصَيْدِ الصِّيْدِ مُلْتَزِمَا |
هذا ابنُ خيرِ الورى منْ بعدِ خيرهمُ | هذا الذي كتبتْ " لا " كفهُ " نعما " |
هذا الذي لا يرى في جيدِ مكرمة ٍ | عقدٌ منَ المجدِ إلاَّ باسمهِ نظما |
يَا مُلْزِمي غُرْمَ صَبْرِي بَعْدَ فُرْقَتِهِ | ما إنْ على مجرمٍ جرمٌ إذا اجترما |
ذَرِ الصَّوارِمَ في أَغْمَادِهَا فَلَقَدْ | أمستْ نفوسُ المنايا في حماهُ حمى َ |
قُلْ لِلَّتِي وَدَّعَتْ بالجِزْعِ مِنْ جَزَع | ما إنْ ظلمتِ بلِ البينُ الذي ظلما |
لا وَ الهوى وَحياة ِ الشوقِ ما تركتْ | ليَ النوى منْ فؤادي غيرَ ما ثلما |
مَتَى تَحَكَّمَ هَجْرِي في مُوَاصَلتي | جعلتُ " أحمدَ " فيما بيننا حكما |
يا مُعْلِماً بِطِرَازِ الحُسْنِ نِسْبَتَهُ | وَمنْ غدا بينَ أبناءِ العلى علما |
وَمَنْ هُوَ الشَّمْسُ في أُفْقٍ بِلاَ فَلَكٍ | وَمَن هُوَ البَدْرُ في أَرْضٍ بِغَيْرِ سَمَا |
هذِي يَمِينُكَ في الآجَالِ صائِلَة ٌ | فاقتلْ بسيفِ رداها الخوفَ وَ العدما |