زَمَانُ الرِّياضِ زَمَانٌ أَنِيقُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
زَمَانُ الرِّياضِ زَمَانٌ أَنِيقُ | وَعَيْشُ الخَلاَعَة ِ عَيْشٌ رَقِيقُ |
وَقدْ جمعَ الوقتُ حاليهما | فَمَنْ ذَا يُفِيقُ وَمَنْ يَسْتَفِيقُ؟ |
أيا منْ هوَ الفوزُ لي والمنى | وَمَنْ هُوَ بالحُبِّ مِنِّي حَقِيقُ |
تَغَنَّمْ بِنَا غَفْلَة َ الحَادِثا | تِ فوجهُ الحوادثِ وجهٌ صفيقُ |
أَدِرْ لَحْظَ عَيْنِكَ وکمْزِجْهُ في | مروجِ الرياضِ تجدها تشوقُ |
ترى مزوجَ الحسنِ في مفردٍ | جليلُ المحاسنِ فيهِ دقيقُ |
إذا قابلَ الزهرُ زهرَ الخدودِ | فَأَيْنَ الخلاصُ! وأَيْنَ الطَّرِيقُ! |
بهارٌ بهيرٌ بهِ غيرة ٌ | على نرجسٍ وَشقيقٌ شفيقُ |
فَذَا عَاشِقٌ دَنِفٌ خَائِفٌ | وَذا خجلٌ وَكذاكَ العشيقُ |
مداهنُ يحملنَ طلَّ الندى | فهاتيكَ تبرٌ وهذا عقيقُ |
يُنَظِّمُ أَوْرَاقَها دُرُّهُ | وَيَنْثُرُ مِنْهَا الّذِي لا يُطِيقُ |
يميلُ النسيمُ بأغصانها | فبعضٌ نشاوى وَبعضٌ مفيقُ |
وَيومٍ ستارتهُ غيمة ٌ | وَقَدْ طَرَّزَتْ رَفْرَفَيْها البُرُوقُ |
تظلُّ بهِ المسُ محجوبة ً | كأنَّ اصطباحكَ فيها غبوقُ ؟ |
جَعَلْنَا البَخُورَ دُخاناً لَهُ | وَمنْ شررِ الراحِ فيهِ حريقُ |
سَجَدْنا لِصُلْبان مَنْثُورِها | وَقَدْ نَصَرَتْنا عَلَيْهِ الرَّحِيقُ |
لَدَى شَجَرٍ رَافِعَاتِ الذُّيُولِ | لِجَرْيِ الجداوِلِ فيها شَهِيقُ |
كأَنَّ طَيَالِسَ غُدْرَانِهَا | عَلَى هَيْكَلِ المَاءِ فيها خُرُوقُ |
وَقُلْنَا بِهَا، وَلِضَوْءِ الصَّبَاحِ | عَلَى عَنْبَرِ الفَجْرِ منْهُ خَلُوقُ: |
أدرْ يا غلامُ كئوسَ المدامِ | وإلاَّ فَيَكْفِيكَ لَحْظٌ وَرِيقُ |
وَحثَّ الصبوحَ لوقتِ الصباحِ | فمتسعُ الهمَّ فيهِ يضيقُ |