أرشيف الشعر العربي

بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ

بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
بَدْرُ لَيْلٍ أَوْلاَ فَشَمْسُ نهارِ طَلَعتْ من سحائِبِ الأَزْرَارِ
فَوْقَ غُصْنٍ تُميلُهُ نَشَواتُ الدَّلِّ سُكْراً من غيرِ شُرْبِ عُقارِ
يَفْعَلُ الرِّيقُ مِنْهُ ما تفعلُ الخَمْـ ـرُ ولكنْ بلا تأَذّي خُمارِ
قيصريٌّ يكادُ يلعبُ بالأر واحِ منا في ملعب الزنارِ
رشأٌ كلما سرى اللحظُ فيهِ جَرَحَتْهُ خَنَاجِرُ الأَبْصارِ
كُلَّما كَرَّ ناظِري فيهِ أَبْدَى لؤلؤاً مطبقاً على جلنارِ
قد تناهى إلى منافسة ِ الحسـ ـنِ بِخَدٍّ كالماءِ مِنْ تَحْتِ نارِ
بِعِذارٍ يَقُومُ فيهِ بعُذْري عندَ مَنْ لامَني بغيرِ کعْتِذَارِ
جاءني زائراً بطرة ِ ليلٍ أُسْدِلَتُ فَوْقَ غُرَّة ٍ من نَهَارِ
إذْ رَأَى الوَصْلَ مُولَعاً مِنْهُ بالهَجْـ ـرِ وحكمَ الهوى على الجورِ جارِ
قائِلاً لي والفَجْرُ في قَبْضَة ِ اللَّيْـ ـلِ وجِسْمُ الدُّجَى من الصُّبْحِ عارِ:
قُمْ نُقَضِّ حَقَّ الصّبُوحِ فقد أَذّ نَ بالصبحِ طائرُ الأسحارِ
ونجومٌ مثلُ الدراهمِ أحدقـ تنَ ببدرٍ في الجوَّ كالدينارِ
باهتاتٌ كأنهنَّ عيونٌ ناظِراتٌ منها بِلا أَشفارِ
كمزايا خلائقٍ " لأبي القا سمِ " فينا منيرة ِ الأنوارِ
عاطلاتٍ حليتها بسجايا هُ الَّتي ذِكْرُها بِلا کسْتِغْفارِ
غُصُنٌ لَيِّنُ المَهزَّة ِ لَدْنٌ زاهِرُ الزَّهْرِ مُثْمِرُ الإثْمارِ
عصفتْ حولهُ رياحُ الأماني وسقتهُ العلا بلا أمطارِ
كَنَسيمِ الشَّمالِ في آخرِ اللَّيْـ ـلِ إذا هبَّ في الليالي القصارِ
علويٌّ منْ أهلِ بيتٍ تعالوا ، دونَ أقدارهمْ ، على الأقدار
ضربتْ كفهُ لهُ في ربى المجـ ـدِ رواقاً مطنباً بالفخارِ
قاتلُ القومِ كلما أظلمَ النقـ ـعُ جلاهُ بالأبيضِ البتار
خاطراً لا تراهُ يعرفُ في الكـ ـرِّ فِراراً بالأَسْمَرِ الخطَّارِ
تاركاً حلة َ الحديدِ من النقـ ـعِ عليهِ في حلة ٍ من غبارِ
لا بطيءُ الوُقُوفِ في فَلَكِ الحَرْ بِ ولكنهُ سريعُ المدارِ
يَتَخَطَّى إلَى طَرِيقِ المَعَالي بِمَعَالٍ خَطِيرَة ِ الأَخْطَارِ
ساحباً ذيلَ فاضلٍ ، وهوَ عاري الظـ ـهْرِ فيهِ من لُبْسِ ثَوْبِ العَارِ
مننٌ ما لها عليهِ امتنانٌ جاءَ فيها المَقْدُورُ بالمِقْدارِ
حسناتٌ لم تتصلْ بمساوٍ تتقضى تقضيَ الأوطارِ
ما حَوَتْ هذِهِ المناقبَ إلاَّ باقتدارٍ منها على الإقتدارِ
يا مُجيري مِنَ الزَّمانِ إذا لمْ أَسْتَجِرْ من خُطُوبِهِ لي بِجَارِ
هاكَ شِعْراً إلَيْهِ يَفْتَقِرُ المُو سِرُ في دَهْرِهِ مِنَ الأَشْعَارِ
لَوْ رَأَتْهُ العِيدانُ وَهْيَ سُكُوتٌ كَلَّمَتْهُ سِرّاً بِلاَ أَوْتَارِ
نثرتْ راحة ُ المعاني عليهِ جَوْهراً مِنْ جَوَاهِرِ الأَفْكارِ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (الواواء الدمشقي) .

ويحَ الطبيبِ الذي جستْ يداهُ يدكْ

ياذا الذي منْ هجرِ ودًّ ما اكتفى

قُمْ يا غُلامُ کسقِني مُشَعْشَعَة ً

باللهِ يا ذا الجمالِ غركَ ما

واصَلْتُ فيكَ هَوائي


ساهم - قرآن ٣