قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قِفُوا ما عليكم من وقوف الرَّكائبِ | لنبذلَ مذخورَ الدموع السواكبِ |
و إلاّ فدلوني على َ الصبر إنني | رأيتُ اصطباري من أعزّ المطالب |
كأنَّ جفوني يوم منعرجِ اللوى | ملاعبهمُ ما بين تلكَ الملاعبِ |
تلحُّ علينا بالدموع كأنها | لجاجة ُ معتوبٍ على َ عتب عاتبٍ |
منازلُ لم ينزل بها ركبُ أَدمع | فيقلعَ إلاَّ عن قلوبٍ ذواهبِ |
تَعشَّقَ دمعي رسْمَها فكأَنَّها | تظلُّ على َ رسمِ من الدمعِ واجبِ |
تليدُ هوى ً في الرسمِ حتى كأنما | هو الرسمُ إلاَّ أنهُ غيرُ ذاهبِ |
وإنّي لمسلوبٌ عليك تجلُّدي | إذا كان صبري شاهداً مثل غائبِ |
ولما وقفنا ساحة َ الحيّ لم نُطِقْ | كلاماً تناجينا بكسر الحواجبِ |
نُناجي باضمار الهوى ظاهرَ الهوى | بأَطيبَ من نجوى الأَماني الكواذِبِ |
عقائلَ من عليا " عقيل " درجنَ لي | بحلوا الرضى في السخط درج العواقبِ |
إذا أَسبلتْ زهواً غدائِرَ شعرها | تَوَشَّحْنَها من طولها بالمناكبِ |
و خالفنها لما استجرنَ لنا بها | كما خالفتْ في «لا» أَنامِلُ كاتِبِ |
يُقِمْنَ لنا برقَ الثغورِ أَدِلَّة ً | إذا ما ضللنا في ظلامِ الذوائبِ |
شموسٌ متى تبدو تضيءُ لنا الدجى | فمشرقها فيه بغيرِ مغاربِ |
متى قَدِمَتْ من سفرة ِ الهجر عيسُهم | تلقيتها بالوصل من كلَّ جانبِ |
وصيَّرتُ أَجْفاني وِطاءً لِوَطْئها | حذاراً عليها من صروف النوائبِ |
وعلقتها بالشوقِ في الملعبِ الذي | بهِ لعبتْ أيدي البلى بملاعبِ |
و ليلٍ طويلٍ كان لما قرنتهُ | برؤية من أَهوى قصيرَ الجوانبِ |
كخفقة ِ قلبٍ أو كقبلة ِ عاشقٍ | على حذرٍ أو ردَّ طرفِ المراقبِ |
كواكبُه تبكي عليه كأَنَّما | ثكلنَ الدجى أو ذقنَ هجرَ الحبائب |
يبرِّحُ بي وَجْدي إذا لاحَ كوكبٌ | كأَنَّ به وَجداً ببعضِ الكواكبِ |
سأهبطُ من بحر الليالي مذاهباً | متى قصرتْ بي في هواهُ مذاهبي |
وأَسحبُ ذيلَ العزم في أَرضِ هِمَّة ٍ | إلى واهبٍ أَموالَهُ للمَوَاهِبِ |
إلى من يظلُّ الجودُ يقسمُ أنه | هو الجودُ موقوفاً عَلَى كلِّ طالبِ |
هو السيفُ إلاَّ أنه ليس نابياً | إذا عاقَه المقدورُ عن كلِّ ضاربِ |
إذا شاجروهُ بالرماحِ تشاجرتْ | نفوسُ المنايا في نفوسِ الكتائبِ |
وتصبُغُ أَيدي النقع أَيدي خيولِهِ | بمحمرَّ تربٍ من نجيع الترائبِ |
وكم خاض نقعاً يُمْطِرُ الهامَ وقْعُهُ | إلى الموتِ في صَفَّيْ قَناً وقواضِبِ |
إذا شئتَ عوناً لا يَذِلُّ لِحادِثٍ | فنادِ على َ اسم الله : " يا سيفَ غالب ! " |