ما بالُ هذا الفلكِ الجاني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما بالُ هذا الفلكِ الجاني | نأى ولكن جورهُ دانِ ؟ |
وليستِ الدنيا سوى قحبة ٍ | تبرزُ في الزينة ِ للزاني |
حتى إذا اغترَّ بإقبالها | مالـتْ لإعـراضٍ وهجـرانِ |
هذا عميـدُ الملكِ وهو الـذي | لم يَخـلُ منـهُ صدرُ ديـوانِ |
ولا نضا طاعتهُ ماردٌ | إلا اكتسى فروة َ خذلانِ |
ولا اعتراهُ القرن إلا رأى | غضنفراً في زيِّ إنسانِ |
كأنَّ في خاتمهِ حيثُ ما | أومى بهِ فصُّ سليماِن |
شادت يدُ الدولة ِ أركانهُ | ثـمَ هوى أعظـمَ بُنيانِ |
مفرَّقـاً في الأرضِ أجـزاؤُهُ | رهـنَ قُـرى ً شتّـى وبُلدانِ |
جبّ بخوارزمٍ مذاكيرهُ | طغرلُ ذاك الملكُ الفاني |
وجادَ مرو الروذَ من جيده | معصفـرٌ مخضبُـهُ قـانِ |
والشخصُ في كندرَ مستبطنٌ | وراءَ أرماسٍ وأكفانٍ |
ورأسه طار فلهفي على | مجثمهِ في خيرِ جثمانِ |
خَلـوا بنيسابـورَ مَضمونَـهُ | وقحفَـه الخـالي بكَرمـانِ |
والحكـمُ للجبّـارِ فيما قَضى | وكـلَّ يومٍ هو في شـان |
فـلا تُلَجِّـجْ في غمـارِ المُـنى | وارضَ بمـا يُمني لـك الماني |