أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَقْوتْ معاهدُهُمْ وشطَّ الوادي | فبقيتُ مقنولاً وشطَّ الوادي |
وسكرتُ من خمرِ الفراقِ ورقّصَتْ | عَيني الدموعَ على غناءِ الحادِي |
فَصبابتي جدُّ وصَـوبُ مَدامعـي | جودٌ ، وصفرة ُ لونِ وجهي جادي |
أسعى لأسعدَ بالوصالِ وحقَّ لي | إنَّ السعادة َ في وصـالِ سُعـادُ |
قالت، وقد فتّشتُ عنها كلَّ مـن | لاقيتهُ من حاضرِ أو بادِ : |
أنا في فؤادكَ فارْمِ لحظَـكَ نَحْوه | تَرَني، فقلتُ لها: فأينَ فؤادي ؟ |
لم أدرِ من أي الثلاثة ِ أشتكي | ولقد عددتُ فأصـغِ لـلأعدادِ: |
من لحظها السيّاف، أم من قدهام | الرمّاحِ، أم من صُدغها الزَّرّادِ ؟ |
ولكم تمنيتُ الفراقَ مغالطاً | واحتلتُ في استثمارِ عرسِ ودادي |
وطمعتُ منها في الوصالِ لأنها | تبني الأمورَ على خلافِ مرادي |
هي منَ علمتُ وليسَ لي من بعدها | إلا مراسلة ُ الحمام الشادي |
يبكي فأسعدهُ وصدقُ عنايتي | بسُعادَ، تَحملُني عـلى الإسعـاد |
في ليلة ٍ من هجرها شتوية ٍ | مَمْدودة ٍ مَخْضوبـة ٍ بمـدادِ |
عقمت بميـلادِ الصبـاحِ وإنّهـا | في الامتـداد كليلـة ُ الميـلادِ |
ما الرأيُ إلا أن أثيرَ ركائبي | مزمومـة ً مشدودة َ الأقتـادِ |
من كلِّ مشرفة ٍ كهيكلِ راهبٍ | تصف النجـاء بمـرسنٍ مُنقادِ |
ضرغـامِ عرِّيسٍ وحُوتِ مَخاضة ٍ | وعُقابِ مَـرقبـة ٍ وحيّـة ِ وادِ |
نقشت بحيثُ تناقلت أخفاقها | عَدوّة في الأجنـادِ من أَفرادها |
أَرمي بها البيـداء تَفْـرقُ جنّهـا | فيها ، وترميني إلى الآمادِ |
حتى تنيخَ بروضة مرهومة | كمُرادهـا دَمَثـاً وخصبَ مُرادِ |
فحصَ النسيمُ ترابَهـا فانشقَّ عـن | نهـرٍ كتنسيمِ الرحيـقِ بَـرَادِ |
وخَلا الذبابُ بأيكـها غَـرِداً عـلى | أعوادِهـا كالمُطـربِ العَـوّاد |
وتَرعرعتْ فيهـا أُطَيفـالُ الكَلا | مُمْتكّة ً ضرعَ الغَمامِ الغـادي |
ونضا سرابيلَ المذلة جارها | واجتابَ غراً سابغَ الأبرادِ |
هي حضرة ُ الشيخِ العميد ولم تزل | شربَ العطاشِ ومسرحِ الـورّاد |