قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
قُلْ لصديقي أبي علِيٍّ | مَا هَكَذَا يَفْعَلُ کلصَّدِيقُ |
أتَيتَ ما لم يكنْ بمِثلي | ولا بأمثالِكُمْ يَليقُ |
نَقَضْتَ عَهْدِي وَكَانَ ظَنِّي | بِأَنَّهُ مُحْكَمٌ وَثِيقُ |
وكنتَ تَنسى حقّي وكانتْ | مَرْعِيّة ً عندَكَ الحُقوقُ |
قد كنتَ أوعَدْتَني بوَعدٍ | أَنْتَ بِأَمْثَالِهِ خَلِيقُ |
أَنَّكَ تَجْلُو هَمِّي بِيَوْمٍ | يجمعُ أطرافَهُ الفُسوقُ |
يَبُلُّ فِيهِ غَلِيلَ صَدْرِي | شَرابُكَ المُسْكِرُ العتيقُ |
أَخْلَفْتَنِي وَکنْفَرَدتَّ عَنِّي | أما استحى وجهُكَ الصَّفيقُ |
وَقَدْ تَحَقَّقْتَ فِيَّ أَنِّي | صَبٌّ إلى شُربِها مَشُوقُ |
وَأَنَّنِي فِي هَوَى کلْوُجُوهِ کلْـ | ـحِسَانِ مَا عِشْتُ مَا أُفِيقُ |
أَضَاقَ عَنِّي لَكُمْ فِنَاءٌ | عَنِ کلاَّخِلاَّءِ لاَ يَضِيقُ |
وهل علمتُمْ بأنَّ شُكري | عَبْدٌ لإحْسَانِكُمْ رَقِيقُ |
أَما وَحَقِّ کلْمُدَامِ صِرْفاً | يخجلُ من لونِها الشَّقيقُ |
وَكُلِّ هَيْفَاءَ ذَاتِ دَلٍّ | يَقْتُلُنِي قَدُّهَا کلرَّشِيقُ |
يَشْكُو إلى رِدْفِهَا کلْمُعَبَّا | من جَورِهِ خَصرُها الدقيقُ |
لِلصَّبِّ مِنْ وَرْدِ وَجْنَتَيْهَا | وِردٌ ومن ثَغرِها رَحيقُ |
إنّكَ إنْ لم تُصْخِ لعَتْبي | جاءَكَ منّي ما لا تُطيقُ |
وإنّنا الدهرَ لا التَقَيْنا | إلاَّ وَقَدْ ضَمَّنَا کلطَّرِيقُ |