وغادة ٍ تشهدُ الحسانُ لها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وغادة ٍ تشهدُ الحسانُ لها | أَنَّ سَنا النَّيِّرَيْنِ مَحْتَدُها |
آباؤُها الغُرُّ مِنْ ذُرا مُضَرٍ | في شَرَفٍ زانَهُ مُحَمَّدُها |
وَالآُمُّ مِنْ وائِلٍ إِذا اتَّصَلَتْ | فالجدُّ بسطامها ومرثدها |
تفضلُ في حسنها النِّساءَ كما | يفضلُ في الخيرِ يومُها غدُها |
فما اصطلتْ غيرَ مجمرٍ أرجٍ | وَلا امْتَرَتْ ضَرْعَ لِقْحَة ٍ يَدُها |
إنْ سفرتْ فالعذولُ يعذرني | أَوْ نَظَرَتْ فَالظِّباءُ تَحْسُدُها |
أحورُها لا يُفيقُ منْ خجلٍ | وَيَرْتَدي بِالْحَياءِ أَغْيَدُها |
أوْ طاشتْ الغانياتُ منْ أشرٍ | يُقيمُها، فَاْلوقارُ يُقْعِدُها |
وفي فؤادي تبوَّأتْ وطناً | وكان بالأبرقينِ معهدها |
بِحَيْثُ يَلْقى السّارِي مُشَهَّرَة ً | يقضمها المندليَّ موقدها |
يا نجدُ لا أخطأتك غادية ٌ | أغزرها للحمى وأجودُها |
حتّى تناصي أراكهُ إبلٌ | خَوامِسٌ لا يَنِشُّ مَوْرِدُها |
فالطَّرفُ مذْ غبتُ عنكَ يسهرهُ | ذكرى ليالٍ قدْ كانَ يرقدُها |
إذا رأيتُ الرِّكابَ صادرة ً | سارَ بقلبي إليكَ منجدُها |
وأمِّ خشفٍ ضلَّتهُ فانطلقتْ | تَنْشُدُهُ وَاِلهاً وَينْشُدُها |
فصادفتهُ لقى ً بمهلكة ٍ | يغضُّ بالضّارياتِ فدفدُها |
وَحاذَرَتْها فَاسْتَشْعَرْت وَجَلاً | تقربُ منهُ والرُّعبُ يبعدُها |
وَتَنْتَضِي مِنْ ضُلوعِها نَفَساً | يدمى ويشجى بهِ مقلَّدُها |
فتلكَ مثلي إذْ زرتُ منزلة ً | أرى مهاها فأينَ خرَّدُها |
وبينَ جنبيَّ لوعة ٌ وقدتْ | وَليْسَ إِلاّ ظَمْياءُ تُخْمِدُها |