وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وظلماءَ منْ ليلِ التَّمامِ طويتُها | لألقى أناة َ الخطوِ منْ سلفيْ سعدِ |
أُمَزِّقُ جِلْبابَ الظَّلامِ كَما فَرى | أخو الحزنِ ما نالتْ يداهُ منَ البُردِ |
وَقَدْ عَبَّ في كَأْسِ الكَرى كُلُّ راكِبٍ | فمالَ نزيفاً والجيادُ بنا تردي |
وَحَلَّ عِقالَ الوَجْدِ شَوْقٌ كَأَنَّهُ | شرارة ُ ما يرفضُّ منْ طرفِ الزَّندِ |
وأوقرَ أجفاني دموعٌ نثرتها | على مِحْمَلي نَثْرَ الجُمانِ مِنَ العِقْدِ |
فَلَمْ يُبْقِ مِنّي الحُبُّ إِلاّ حُشاشَة ً | يُجاذِبُنِيها ما أُعاني مِنَ الوَجْدِ |
وظمياءَ لا تجزي المحبَّ بودِّهِ | وللهِ ما يخفيهِ منهُ وما يُبدي |
وتوهي مريراتِ العهودِ خيانة ً | لِمُصْفِي الهَوى راعِي المَوَدَّة ِ وَالعَهْدِ |
وترتاحُ للواشي بأذنٍ سميعة ٍ | تلقَّفُ منهُ ما ينيرُ وما يسدي |
وتنكرُ حتّى ليلة َ الجزعِ بالحمى | ليالينا بالسَّفحِ منْ علميْ نجدِ |
وقدْ زرتها والباتراتُ هواتفٌ | بنا وأنابيبُ الرُّدينيَّة ِ الملدُ |
وَذُقْتُ لهاـ أسْتَغْفِرُ اللّهَ ـ ريقَة ً | كبيضاءَ قدْ شيبتْ بحمراءَ كالوردِ |
وَنِلْتُ حَديثاً كادَ يَغشى مواقفي | منَ القلَّة ِ الشَّماءِ بالأعصمِ الفردِ |
ولمّا افترقنا كانَ ما وعدتْ بهِ | سَراباً، وَمَنْ بِالمْاء مِنْ حَجَرٍ صَلْدِ؟ |
ومنْ عجبٍ أنْ تخلفَ العهدَ غادة ٌ | أَبي وأَبوها مِن بَني صادقِ الوَعْدِ |
وبالقلبِ وَشمٌ من هواها وَلَمْ يَكُنْ | ليمحوهُ غدري حياءً من المجدِ |
أَحِنُّ إليها والعُلَيْمي عاذِلِي | هُذَيْمُ أَفِقْ مِنْ مَنْطقٍ حَزَّ في جِلدي |
فَلَوْلا ابْنَة ُ السَّعديِّ لَمْ يَكُ مَنزلي | بحيثُ العرارُ الغضُّ يلتفُّ بالرَّندِ |
ولا هاجَ شَوقي نَفحَة ٌ غَضَويَّة ٌ | غداة َ تلقتها العرانينُ منْ نجدِ |
ومنْ أَجلها أُبدي الخُضوعَ لِقَومها | وأمحضهمْ ودِّي وأوطئهمْ خدِّي |
ولي شيمة ٌ عسراءُ ترأمُ نخوة ً | تحلِّئُ سيفي عنْ مُضاجعة ِ الغمدِ |