فؤادٌ ببينِ الظاعنينَ مروَّعُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فؤادٌ ببينِ الظاعنينَ مروَّعُ | وَعَيْنٌ على إِثْر الأحِبَّة ِ تَدْمَعُ |
وكيفَ أواري عبرة ً سمحتْ بها | وإنْ حضرَ الواشي وسلمى تودِّعُ |
فيا دهرُ رفقاً إنَّ بينَ جوانحي | حُشَاشَة َ نفسٍ منْ أَسَى ً تتقطَّعُ |
فما كلَّ يومٍ لِي فؤادٌ تَروُعُه | ولا كبدٌ ممّا بهِ تتصدَّعُ |
أيجمع شملٌ أَوْ تُراحُ مطيّة | وأنتَ بتفريقِ الأحبَّة ِ مولعُ |
وَلَمّا تَجَلَّتْ لِلْوَداعِ وَأَشْرَقَتْ | وُجُوهٌ كَأَنَّ الشَّمسَ مِنْهُنَّ تَطْلُعُ |
وَقَفْنا بِوادِي ذِي الأَراكَة ِ وَالحَشى | يذوبُ وما للصَّبرِ في القلبِ موضعُ |
وليسَ بهِ إلاّ حبيبٌ مودّعٌ | على وجلٍ يتلوهُ دمعٌ مشيِّعُ |
وقدْ كادَ أجفانٌ شرقنَ بأدمعٍ | ينشِّرنَ أسراراً طوتهنَّ أضلعُ |
فليتَ جمالَ المالكيَّة ِ إذْ نأتْ | أَقامَتْ بِنَجْدٍ وَهيَ حَسْرى وظُلَّعُ |
فلِمْ حملتها وهيَ كارهة ُ النَّوى | إلى حيثُ لا يستوقفُ العيسَ مرتعُ |
وَهَذا مَصِيفٌ بِالحِمَى لاتَمَلُّهُ | وفيهِ لمنْ يهوى البداوة َ مربعٌ |
وعارضة ٍ وصلاً تصاممتُ إذْ دعتْ | وَأُخْتُ بَني وَرْقاءَ تَدْعو فَأَسْمَعُ |
وذو الغدرِ لا يرعى تليدَ مودَّة ٍ | ويقتادهُ الودُّ الطريفُ فيتبعُ |
ولوْ سألتني غيرهُ لرجعتها | بِهِ فالهَوى لِلْمالِكِيَّة ِ أَجْمَعُ |