هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هِيَ الجَرْعاءُ صادِيَة ٌ رُباها | فزرها يا هُذيمُ أما تراها |
وَخَلِّ بِها دُموعَكَ واكِفاتٍ | وكيفَ السُّحبِ واهية ً كلاها |
وَلا تَذْعَرْ بِها أَدْماءَ تُزْجي | بروقيها على لغبٍ طلاها |
أَتَنْسَى قَوْلَ صَحْبِكَ إذْ تَرَاءتْ | هيَ ابنة ٌ وائلٍ لولا شواها |
فَأَنتَ تَخالُها ظَمْياءَ تَمْشي | على خفرٍ وقد فقدتْ حلاها |
وما فتخاءُ تنفضُ كلَّ أرضٍ | بِعَيْنٍ إنْ رَنَتْ بَلَغَتْ مَداها |
جَريمَة ُ ناهِضٍ يَشكو طَواهُ | إليها وهيَ شاكية ٌ طواها |
فطارتْ والفؤادُ لهُ التفاتٌ | إليهِ وقدْ عناهُ ما عناها |
تَصِيدُ وَلا تَحِيدُ وَلَوْ تَمطَّى | بِها ما حاوَلَتْهُ إلى رَداها |
فَيُسِّرَ نُجْحُها وَلكُلِّ نَفْسٍ | مِنَ الطَّلَبِ المَنيَّة ُ أوْ مُناها |
وعادتْ تبتغيهِ ولمْ تجدهُ | وَكَادَ يُذِيبُ مُهْجَتَها جَواها |
وباتتْ وهي تنشدهُ بعينٍ | مُؤرَّقَة ٍ يُصارِمُها كَراها |
بِأَبرَحَ مِنْ أَخيكَ أَسَى ً وَوَجْداً | إذا الحَسْناءُ شَطَّ بِها نَواها |
نبيلة ُ ما تواري الأزرُ منها | صَمُوتٌ حَجْلُها خَفِقٌ حَشاها |
لها بيتٌ رفيعُ السَّمكِ ضخمٌ | بهِ تزهى إذا انتسبتْ أباها |
أُظنُّ الخَمْرَ ريقَتَها وَظَنِّي | تحقِّقهُ إذا قبَّلتُ فاها |
متى ابتسمتْ تكشَّفَ عن أقاحٍ | تُقَرِّطُهُنَّ سارِية ٌ نَداها |
أُحِبُ لحبِّها تلَعاتِ نَجْدٍ | وما شغفي بها لولا هواها؟ |
أما والرَّاقصاتِ تقلُّ ركباً | كأنَّهمُ الصُّقور على مَطاها |
لتَرتمينَّ بِي وَاللَّيلُ داجٍ | إِليها العِيسُ مائِلة ً طُلاها |
فإنَّ بِها أَواِنسَ نَاضَلَتنِي | بألحاظٍ تغيظُ بها مهاها |
ومرتبعاً بهِ الغدرانُ تخدي | إليها النَّاجِياتُ على وَجاها |
وَتلصِقُ صِحَّة ً بالدَّاءِ مِنْها | إذا اعتنقتْ كلاكلها ثراها |