ما بعيني هذا الغزال الغرير
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما بِعَيْنَيْ هذا الغَزَالِ الغَرِيرِ | مِنْ فُتونٍ، مُستَجلَبٍ من فتورِ |
إسْتَوَى الحُبُّ بَيْنَنَا فَغَدا الدّهـ | ـرُ قَصِيراً، واللّهوُ غَيرَ قَصِيرِ |
أنَخِيلٌ بعالِجٍ، أمْ سَفينٌ | عائِماتٌ، أمْ أُولياتُ خُدُورِ |
قَرُبُوا بَعْدَ نِيّةٍ، وَاطمأنّوا | بَعْدَ إدْمَانِ قِلْعَةٍ وَمَسِيرِ |
لِتَداني القُلُوبِ، إنّ تَدانِيـ | ـهِنّ داعٍ إلى تَداني الدّورِ |
لَيسَ في العَاشِقِينَ أنقَضُ حَظّاً | في التّصَابي مِنْ عَاشقٍ مَهجورِ |
ضَعُفَ الدّهرُ عن هَوَانَا وما الدّهْـ | ـرُ عَلَى كلّ دَوْلَةٍ بِقَديرِ |
حَسُنَتْ لَيْلَةُ الكَثيبِ، فكانتْ | ليَ أُنْساً، وَوَحْشَةً للغَيُورِ |
ضَلّ بَدْرُ السّمَاءِ، أوْ كَادَ لَمّا | وَاجَهَتْهُ وُجُوهُ تِلْكَ البُدُورِ |
أللّوَاتي يَنْظُرْنَ بالنّظَرِ الفَا | تِرِ مِنْ أعْيُنِ الظّبَاءِ الحُورِ |
يَتَبَسّمْنَ مِنْ وَرَاءِ شفوف الـ | ـرّيْطِ عَنْ بَرْدِ أُقْحُوَانِ الثّغُورِ |
وَيُسارِقْنَ، والرّقِيبُ قَرِيبٌ، | لَحَظاتٍ يُعْلِنّ سِرّ الضّمِيرِ |
شَغَلَ الحَمْدَ والثّنَاءَ جَميعاً، | عن جَميعِ الوَرَى، نَوَالُ الأميرِ |
وإذا ما استهلّ بالحَسَنِ الجُو | دُ، فإنّ الكَثيرَ غَيرُ كَثِيرِ |
مَلِكٌ عِنْدَهُ، على كلّ حالٍ، | كَرَمٌ زَائِدٌ على التّقديرِ |
فَكَأنّا مِنْ وَعْدِهِ وَجَدَاهُ، | أبَداً، بَينَ رَوْضَةٍ وَغَديرِ |
جامعُ الرّأيِ، لَيْسَ يَخفى عَلَيهِ | أينَ وَجْهُ الصّوَابِ، في التّدبيرِ |
تَتَفادَى الخُطُوبُ مِنْهُ، إذا ما | كَرّ فيهَا برَأيِهِ المَنْصُورِ |
قَهَرَ الدّهْرَ، أوّلاً وأخيراً، | بحجًى مِنْهُ أوّلٍ وأخِيرِ |
فَلَهُ، كُلّما أتَتْهُ أُمُورٌ | مُشكِلاتٌ، دَلائِلٌ من أُمُورِ |
كِسرَوِيٌّ عَلَيْهِ مِنْهُ جَلالٌ، | يَمْلأُ البَهْوَ مِنْ بَهَاءٍ وَنُورِ |
وَتَرَى في رُوَائِهِ بَهْجَةَ الملْـ | ـكِ، إذا ما استَوْفَاهُ صَدرُ السِّرِيرِ |
وإذا ما أشَارَ هَبّتْ صَبَا المِسْـ | ـكِ، وَخِلتَ الإيوَانَ من كافُورِ |
يُطلِقُ الحِكمَةَ البَليغَةَ في عَرْ | ضِ حَديثٍ، كاللّؤلؤِ المَنثُورِ |
يا ابنَ سَهْلٍ، وأنْتَ غَيرُ مُفيقٍ | مِنْ بِنَاءِ العَلياءِ، أُخرَى الدّهورِ |
إنّ للمِهْرَجَانِ حَقّاً عَلَى كُلّ | كَبيرٍ مِنْ فارِسٍ وَصَغِيرِ |
عيدُ آبَائِكَ المُلُوكِ ذوِي التّيـ | ـجانِ أهلِ النّهَى، وأهلِ الخيرِ |
مِنْ قُباذٍ، وَيَزْدَجِرْدَ، وَفَيْرُو | زَ، وكسرَى، وَقبْلِهِمْ أرْدَشِيرِ |
شاهَدوهُ في حَلْبَةِ الملْكِ يَغدو | نَ عَلَيْهِ في سُنْدُسٍ وَحَرِيرِ |
عظموه ووقوروه ومحقو | ق بفضل التعظيم والتوقير |
هُوَ يَوْمٌ، وَفيهِ مِنْ كُلّ شهرٍ | خُلُقٌ، فَهْوَ جامعٌ للشّهُورِ |
بعدتْ فيهِ الشّعرَى من الجـو في | الحكم، فَلا مُوقِدٌ لِنَارِ الهَجِيرِ |
وَكَأنّ الأيّامَ أُوثِرَ بالحُسْـ | ـنِ عَلَيها ذو المِهْرَجَانِ الكَبيرِ |
فأرِحْ فيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ المَجْـ | ـدِ بِلَهْوٍ مِنْ غَيْرِهِ، أوْ سُرُورِ |
غَيرَ أنّي أرَاكَ لَسْتَ بِغَيْرِ الـ | ـمَجْدِ أُخْرَى الأيّامِ بالمَسْرُورِ |
سَرّكَ الله في جَمِيعِ الأُمُورِ، | وَوقاكَ المَحذورَ بالمَحْذُورِ |