هُوَ طَيْفُها وَطُروقُهُ تَعْليلُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هُوَ طَيْفُها وَطُروقُهُ تَعْليلُ | فَمَتى يَفي لَكَ، والوَفاءُ قَليلُ |
وَكَأَنَّ زَورْنَهُ تَأَلُّقُ بارِقٍ | هَتَفَتْ بِهِ النَّكْباءُ وَهْيَ بَليلُ |
عَرَضَتْ لَوامِعُهُ فَطَرَّبَ مُجْدِبٌ | وَمَضَى ، فَلا عِدَة ٌ ولا تَنْويلُ |
أَأميمَ إنْ أَشْبَهْتِهِ في خُلْفِهِ | فَالخُلْفُ يَقْبُحُ وَهْوَ مِنْكِ جَميلُ |
وَلهُ ابتِسامُكِ عِنْ ثُغورٍ لَمْ يَكُنْ | يُشْفَى بِهِنَّ مِنَ المُحِبِّ غَليلِ |
وَالقَدُّ مِنْ مرَحِ الصِّبا مُتَأَوِّدٌ | وَالطَّرْفُ مِنْ تَرَفِ النَّعيمِ عَليلُ |
وَالخَصْرُ خَفَّ فلا يَزالُ وِشاحُهُ | قَلِقاً، وما وارى الإزارُ ثَقيلُ |
غُضِّي مِنَ الإدْلالِ فَهْوَ على النَّوَى | ما دامَ يَجْلِبُهُ المَلالُ، دَليلُ |
وَدَعي الوُشاة َ فَكُلُّ مامَحِلوا بِهِ | عِنْدَ اللِّقاءِ يُزيلُهُ التَّأويلُ |
وَوَراءَ وَصْلِكُمُ القَصيرِ زَمانُهُ | هَجْرٌ- كما شاءَ الغَيورُ- طويلُ |
لو دَامَ قَبْلَكُمُ اجتِماعٌ لَمْ يَذُقْ | أَلَمَ افْتِراقٍ مالِكٌ وَعَقيلُ |
وَلَئِنْ صَدَدْتِ فَبَينَنَا مَجْهولة ٌ | لِلرَّكْبِ فيها رَنَة ٌ وَعَويلُ |
تَسْري بِعَقْوتِها الرِّياحُ لَواغِباً | وَلَهُنَّ مِنْ حَذَرِ الضَّلالِ أَليلُ |
أنا وَالمَطى ُّ وَجِنْحُ لَيلٍ مُظلِمٍ | وَلَدَيَّ إن نَزَلَ الهَوانُ رَحيلُ |
فَالهَجْرُ أَرْوَحُ وَالأماني ضَلَّة ٌ | إنْ حالَ عَهْدٌ أَو أَرابَ خَليلُ |
وَتَطَرُّفُ القُرنَاءِ يَقْبُحُ بِالفَتى | لكنْ دَواءُ الغَادِرِ التَّبْديلُ |
هِمَمٌ تَنَقَّلُ بي، فَإِنْ قَلِقَتْ بها | دارٌ، نضا عَزَماتِيَ التَّحويلُ |
وَأَبى لِجيدي أَن يُطَوَّقَ مِنَّة ً | شَرَفٌ بَناهُ الأَنْبِياءِ أَثيلُ |
نَطَقَ الزَّبورُ بِفَضْلِهِ المَشْهورِ وَالـ | ـقُرآنُ وَالتَّوْراة ُ والإنِجيلُ |
مِنْ مَعْشَرٍ لَهُمُ السَّماحَة ُ شِيمَة ٌ | وَالمَجْدُ تِربٌ والنَّجومُ قَبيلُ |
لَهُمُ المُعَلّى والرَّقيبُ مِنَ العُلا | وَبِهِمْ أَفاضِ قِداحَهُنَّ مُجيلُ |
فَرَحَلْتُ والنَّفْسُ الأَبيَّة ُ حُرَّة ٌ | وَالعَزمُ ماضٍ وَالحُسامُ صَقيلُ |
هَلْ يُعْجِزَنِّي والبِقاعُ فَسيحَة ٌ | في هذهِ الأرضِ الفَضاءِ مَقيلُ؟ |
بِقَصائِدٍ قَسَتِ اللَّيالِي، وَاكْتَسَتْ | مِنْها، فَرَقَّتْ بُكرَة ٌ وَأَصيلُ |
إِنْ شَارَفَتْ أَرْضاً تَطَلَّعَ نَحْوَها | أُخرى ، كَأَنَّ مُقامَها تَحْليلُ |
خَضِلَتْ بِدَجْلَة َ والفُراتِ ذُيولُها | فَاهْتَزَّ مِنْ طَرَبٍ إليها النِّيلُ |
وَأَزارَها ابْنَ الدَّارِمِيِّ أَبا النَّدى الـ | إكْرامُ وَالتَّعْظيمُ وَالتَّبْجيلُ |
خَضَبَتْ مَناسِمَها إلى عَرصَاتِهِ | خُوصٌ نَماهَا شِدقِمٌ وَجَديلُ |
وَلَكَمْ تَسافَهَتْ البُرُونُ لِمَطْلِبٍ | وَتَناجَتِ الرُّكْبانُ أَيْنَ تَميلُ |
فَأَقَمْنَ حَيثُ المَجْدُ أَتْلَعُ، وَالنَّدى | جَمٌّ وَظِلُّ المَكْرُماتِ ظَليلُ |
وَرَعَينَ حالِيَة َ الرَّبيعِ وَدُونَها | جارٌ بِما تَعِدُ الظُّنونُ كَفيلُ |
وَمُسَدَّدُ العَزَماتِ لا يَغْتالُها | خَطْبٌ كَما اعْتَكَرَ الظَّلامُ، جَليلُ |
وَيُصيبُ أَعْقابَ الأُمورِ إذا ارْتَأَى | عَفْواً، وَآراءُ الرِّجالِ تَفيلُ |
وَإذا الوَغَى حَدَرَ الكُماة ُ لِثامَهُ | وَوَشَى بِسِرِّ المَشرَفِيِّ صَليلُ |
وَرِماحُهُ تُوِّجْنَ مِنْ هامِ العِدا | وَلَخيْلِهِ بِدِمائِهمْ تَنْعيلُ |
نُشِرَتْ رَفَارِفُ دِرْعِهِ عَنْ ضَيْغَمٍ | يَحْمي الحَقيقَة َ وَالأَسِنَّة ُ غِيلُ |
هيهاتَ أَن يَلِدَ الزَّمانُ نظيرَهُ | إنَّ الزَّمانَ بِمِثْلِهِ لَبَخيلُ |
فَالضَّيْفُ إلاّ عَنْ نَداهُ مُدَفَّعٌ | وَالجارُ إلاّ في ذَراهُ ذَليلُ |
نَفَضَتْ إلى أَفْيائِهِ لِمَمَ الرُّبا | أَيْدي الرَّكائِبِ، سَيْرُهُنَّ ذَميلُ |
شَرِقَتْ بِنَغْمَة ِ شاعِرٍ أو زائِرٍ | وَدَعا هَديرٌ فَاسْتَجابَ صَهيلُ |
مَهْلاً فَما دَنَتِ النُّجومُ لِطامِعٍ | في نَيْلهِنَّ، وَهَلْ إلِيهِ سَبيلُ |
وَسَعْيتَ لِلعَلْياءِ حَتَّى أَيْقَنَتْ | أَنَّ الأَوائِلَ سَعْيُهُمْ تَضْليلُ |
واهاً لِعَصْرِكَ وَهْوَ يَقْطُرُ نَضْرة ً | وَيَميسُ تَحْتَ ظِلالِهِ التَّأمِيلُ |
فَكَأنَّهُ وَرْدُ الخُدودِ إذا اكْتَسَتْ | خَجَلاً وَكادَ يُذيبُها التَّقْبيلُ |
لَولا تَأَخُّرُهْ، وقد أَوْقَرْتَهُ | كَرَماً، لَنَمَّ بِفَضْلِهِ التَّنزيلُ |
أينَ المَدى وَلقد بَلَغَتْ مِنَ العُلا | رُتباً تَرُدُّ الطَّرفَ وَهْوَ كَليلُ |
وَتَقابَلَتْ غَاياتُها فَتَماثَلَتْ | حَتّى تَعَذَّرَ بَيْنَها التَّفْضيلُ |