غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
غداً أبطنُ الكشحَ الحسامَ المهنَّدا | إذا وقذَ الحيَّ الهوانُ وأقصدا |
ولله فهريٌّ إذا الوردُ رابهُ | أبى الرِّيَّ واختارَ المنيَّة َ موردا |
يراقبُ أفراطَ الصَّباحِ بناظرٍ | يساهرُ في المسرى جديّاً وفرقدا |
ولو بقيت في المشرفيَّة ِ هبَّة ٌ | ضربتُ لداعي الحيِّ بالخصبِ موعدا |
وهل ينفعُ الصَّمصامُ من يرتدي بهِ | بحيثُ الطُّلى تفرى إذا كانَ مغمدا |
فما أرضعتني درَّة َ العزِّ حرَّة ٌ | لَئِنْ لم أَذَرْ شِلْوَ ابنِ سَلْمَى مُقدَّدا |
تَريعُ إليهِ كُلَّ مُمْسى ً وَمُصْبَحٍ | حَصانٌ تَشُقُّ الأَتْحَمِيَّ المُعَضَّدا |
بِعَيْنٍ تَفُلُّ الدَّمْعَ بالدَّمْعِ ثَرَّة ٍ | أَفاضَتْ على النَّحْرِ الجُمانِ المُبَدَّدا |
وَطيْفٍ سَرى وَاللّيْلُ يَنْضو خِضابَهُ | وَيَجْلو علَينا الصُّبْحَ خَدَّاً مُوَرَّدا |
أَتى ، والثُّريّا حِلَّة ُ الغَوْرِ، مَعْشَراً | كراماً بأطرافِ المروداتِ هجَّدا |
يَرومونَ أَمراً دونَهُ رَبُّ سُرْبَة ٍ | لُهامٍ تَشُبُّ الكَوْكَبَ المُتَوَقِّدا |
وصلنا بهِ سمرَ الرِّماحِ وربّما | هَجَرْنا لهَا بِيضَ التّرائِبِ خُرَّدا |
وإنّي على ما فِيَّ مِنْ عَجْرَفِيَّة ٍ | إذا ما الْتَقَى الخَيْلانِ، أَذْكُرُ مَهْدَدا |
هِلاليَّة ٌ أَكْفاؤُها كُلُّ باسِلٍ | بَعيدِ الهَوى ، إنْ غارَ لِلْحَرْبِ أَنْجَدا |
رَمَتْني بِعَيْنَيْ جُؤْذَرٍ وَتَلَفَتَتْ | بذي غيدٍ يعطو بهِ الرِّيمُ أجيدا |
فيا خادييها سائقينِ طلائحاً | تَجوبُ بِصَحْراءِ الأَراكَة ِ فَدْفَدا |
إذا أصغرت أو أكبرت في حنينها | ظَلِلْتُ على آثارِهِنَّ مُغرِّدا |
أَفيقا قَليلاً مِنْ حُداءِ غَشَمْشَمٍ | أقامَ من القلبِ المعنّى وأقعدا |
فَإنّكُما إنْ سِرْتُماهَا بِهُدْنَة ٍ | رَمَتْ بِكُما نَجْداً مِنْ اليَومِ أوْغَدا |
وسيّانِ لولا حبُّها عامرَّية ً | غرابٌ دعا بالبينِ أو سائقٌ حدا |
وَكُلُّ هَوى ً نَهْبَ اللَّيالي وَحُبُّها | إذا بَلِيَتْ أَهْواءُ قَوْمٍ تَجَدَّدا |
وعاذلة ٍ نهنهتُ من غلوائها | وَكُنْتُ أَبِيّاً لا أُطيعُ المُفَنِّدا |
إذا اسْتَلَّ مِنّي طارِقُ الخَطْبِ عَزْمَة ً | فلابُدَّ مِنْ نَيْلِ المَعالي أَوِ الرَّدى |
أأسحبُ ذيلي في الهوانِ وأسرتي | تَجُرُّ إلى العِزِّ الدِّلاصَ المُسَرَّدا |
ولي من أميرِ المُؤمِنينَ إيالَة ٌ | سَتُرْغِمُ أَعْداءً وَتَكْمِدُ حُسَّدا |
هي الغاية ُ القصوى إذا اعتلقت بها | مآربُ طلاّبِ العلا بلغوا المدى |
أَغَرُّ مَنافيٌّ يَمُدُّ بِضَبْعِهِ | جُدودٌ يُعالُونَ الكَواكِبَ مَحْتِدا |
تبرَّعَ بالمعروفِ قبلَ سؤالهِ | فلم يبسطِ العافي لساناً ولا يدا |
فَرُحْنابِمالٍ فَرَّقَ المَجْدُ شَمْلَهُ | وَراحَ بِحَمْدٍ ضَمَّ أَشْتاتَهُ الندى |
حَلَفْتُ بِفَتْلاءِ الذِراعِ شِمِلَّة ٍ | تخبُّ بقرمٍ من أميَّة َ أصيدا |
وَتَهْوي إلى البَيْتِ العَتيقِ ، وَرَبُّها | إذا غالَ من تأويبهِ البيدُ أسأدا |
أَظَلَّتْ مُحِلَّيْ طيّءٍ مِنْهُ وَقْعَة ٌ | فكادوا يُبارونَ النَّعامَ المُطَرَّدا |
ولاقى رَئيسُ القَوْمِ عَمْرو بنُ جابِرٍ | طِعاناً يُنَسِّيهِ الهَدِيَّ المُقَلدا |
لأستودِ عنَّ الدَّهرَ فيكم قصائداً | وهنَّ يوشّحنَ الثَّناءَ المخلَّدا |
زجرتُ إليكم كلَّ وجناءَ حرَّة ٍ | وأدهمَ محجولَ القوائمِ أجردا |
فألبستموني ظلَّ نعمى كأنَّني | أُجاوِرُ رِبْعِيّاً مِنْ الرَّوْضِ أَغْيَدا |
تَسيرُ بِها الرُّكْبانُ شَرْقاً وَمَغْرِباً | وَيَسْري لها العافونَ مَثْنى وَمَوْحَدا |
وكم لكَ عندي منَّة ً لو جحدتها | لَقامَ بِها أَبناءُ عدنانَ شُهَّدا |
بِمُعْتَرَكِ العِزِّ الّذي في ظِلالِهِ | أفلُّ شبا الخطبِ الّذي جارَ واعتدى |
يَظَلُّ حَوالَيْهِ المَساكِينُ عُوَّذاً | بخير إمامٍ، والسَّلاطينُ سجّدا |
عليهِ من النُّورِ الإلهيِّ لمحة ٌ | إِذا اكْتحَلَ السّاري بلأْلائِها اهْتَدى |
ورثتَ عبيدَ اللهِ عمَّكَ جودهُ | وأشبهتَ عبدَ اللهِ جدَّكَ سؤددا |