مراحكَ إنّهُ البرقُ اليماني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مراحكَ إنّهُ البرقُ اليماني | على عذبِ الحمى ملقى الجرانِ |
تَطَلَّعَ مِنْ حَشى الظَّلْماءِ وَهْناً | خلوصَ النّارِ من طررِ الدُّخانِ |
فلا تَلْعَبْ بِعِطْفَكِ مُسْتَنَيماً | إلى خُدَعٍ تَطورُ بِها الأَماني |
فإنَّ وميضهُ قمنٌ بخلفٍ | كَما ابْتَسَمَتْ إلى الشُّمْطِ الغَواني |
وَلا تَجْثِمْ بِمَدْرَجَة ِ الهُوَيْنَى | تُقَعْقِعُ لِلْنوائِبِ بِالْشِّنَانِ |
إذا ذلَّتْ حياتكَ في مكانٍ | فمتْ لطلابٍ عزِّكَ في مكانِ |
أبى لي أن أضامَ أبي ونفسي | وَرُمْحي وَالحُسامُ الهِنْدُواني |
وَشُوسٌ في الذَّوائِبِ مِنْ قُرَيْشٍ | ذوو النَّخَواتِ وَالغُرَرِ الحِسانِ |
وأموالٌ تخوَّنها هزالٌ | تبدَّد دونَ أعراضٍ سمانِ |
إذا حَفَزَتْهُمُ الهَيْجاءُ لاذوا | بِأَطْرافِ المُثَقَّفَة ِ اللِّدانِ |
وَطارَتْ كُلُّ سَلْهَبَة ٍ مِزاقِ | ببزَّة ِ كلِّ منتجبٍ هجانِ |
يَقدوُّنَ الدُّروعَ بِمُرْهَفاتٍ | تُجَعْجِعُ بِالخَميسِ الأُدْجُوانِ |
ويطوونَ الضُّلوعَ على طواها | ويأكلُ جارهمْ أنفَ الجفانِ |
تَناوَشَهُمْ صُروفُ الدَّهْرِ حَتّى | أُتيحَ لَهُمْ بَنو عَبْدِ المَدانِ |
زَعانِفُ لا يَزالُ لهمْ خَطيبٌ | غَداة َ الفَخْرِ مُسْتَرَقَ اللِّسانِ |
يُروحُ إليهم النَّعَمُ المُنَدَّى | وقد عصفت بنا نوبُ الزَّمانِ |
وَدَبَّتْ نَشْوَة ُ الخُيَلاءِ فيهمْ | دبيبَ النّارِ في سعفِ الإهانِ |
وكيفَ يعزُّ شردمة ٌ لئامٌ | على صَفَحاتِهِمْ سِمَة ُ الهَوانِ |
أراقبُ ليلة ً فيهم عماساً | تمخَّضُ لي بيومٍ أرونانِ |
وَأَخْدَعُهُمْ ولي عَزْمٌ شُجاعٌ | بِمُخْتَلَقٍ مِنَ الكَلِمِ الجَبانِ |
سأخبطهم بداهية ٍ نآدٍ | فليسَ لهمْ بنائِبَة ٍ يَدانِ |
ولا حَسَبٌ يُقَدِّمُهُمْ ولكنْ | أَرى الأُنبوبَ قُدّامَ السِّنانِ |
فإنَّ ضياءَ دينِ اللهِ جاري | عَشِيَّة َ تَلْتَقِي حَلَقُ البِطانِ |
حذارِ فدونَ ما تسمو إليهِ | أسامة ُ، وهو مفترشُ اللَّبانِ |
وإنَّ أخا أميَّة َ في ذراهُ | لكالنَّمريّ جارِ الزِّبرقانِ |
لدى متوِّقدِ العزماتِ طلقِِ الـ | ـخَليقَة ِ وَالمُحَيّا وَالبَنانِ |
له نِعَمٌ يُراحُ لَهُنَّ عافٍ | إلى نِقَمٍ يُهيبُ بِهِنَّ جانِ |
وَفَيْضُ يَدٍ تُجَنُّ على سَماحٍ | وأخرى تَسْتَريحُ إلى طِعانِ |
تَلوذُ بِحِقْوهِ أَيْدي الرَّعايا | لِياذَ المَضْرَحِيَّة ِ بِالرِّعَانِ |
هنيئاً، والسُّعودُ لها دواعٍ | قُدومٌ تَسْتَطيلُ بِهِ التَّهاني |
لأَرْوَعَ حَجَّ بَيْتَ اللّهِ، يَطْوي | إليهِ نِياطَ أَغْبَرَ صَحْصَحانِ |
وَيَفْري بُرْدَة َ الظَّلْماءِ حَتّى | يَفيقَ الأَعْوجِيُّ مِنَ الحِرانِ |
وَيُصْبِحُ كُلُّ ناجِيَة ٍ ذَمولٍ | بهادية ٍ كخوطِ الخيزرانِ |
فلما شارفَ الحرمَ استنارت | بهِ سررُ الأباطحِ والمحاني |
تساوى الشَّوطُ بينكما بشأوٍ | كأنَكما لَدَيْهِ الفَرْقَدانِ |
فَشَيَّدَ مابَناهُ أَوَّلُوهُ | وروقُ شبابهِ في العنفوانِ |
أتخطئهُ العلا ويدلُّ فيها | بعرقٍ من شيوخكَ غيرِ وانِ |
جرى وجريتَ مستبقينِ حتّى | دنا طرفُ العنان منَ العنانِ |