حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
حَنانَيْكَ إِنَّ الغَدْرَ ضَرْبَة ُ لازِبِ | فَيالَيتَ للأَحبابِ عَهْدَ الحَبائِبِ |
شَكَوْتُهُمُ سِرّاً شِكايَة َ مُشْفِقٍ | وَحَيَّيْتُهُمْ جَهراً تَحيَّة َ عاتِبِ |
أُقَلِّبُ طَرْفي في عُهودٍ ، وَراءَها | خَبيئَة ُ غَدْرٍ في مَخيلَة ِ كاذِبِ |
وَأَعْطِفُ أَخْلاقي عَلى ما يَريبُها | إلَيْهِم ، فَقَدْ سَدَّ الوَفاءُ مَذاهِبي |
وَلي دونَهُمْ مِنْ سِرِّ عَدْنانَ فِتْيَة ٌ | نِزارِيَّة ٌ تَهْفو إِلَيْهِمْ ضَرائِبي |
إذا ما حَدَوْتُ الأَرْحبِيَّ بِذِكْرِهِمْ | عَرَفْتُ هَواهُمْ في حَنين الرَّكائِبِ |
وَلكِنْ أَبَتْ لي أَنْ أُوارِبَ صاحِباً | سَجيَّة ُ شَيْخَيْنا لُؤَيٍّ وَغَالِبِ |
فَللَّهِ قَومٌ بِالعُذَيبِ إليهِمُ | نَضَوْتُ مراحَ الرّازِحاتِ اللَّواغِبِ |
طَرَقْتُهُمُ وَاللَّيْلُ مَرْضى نُجومُهُ | كَأَنَّ تَواليها عُيونُ الكَواعِبِ |
وَثاروا إلى رَحلي، تَحُلُّ نُسوعهُ | أنامِلُ صيغَتْ لِلظُّبا والمَواهِبِ |
وَهَبَّ الغُلامُ العَبْشَميُّ بِسَيفِهِ | إلى جُنْحِ الأَضْلاعِ ميلِ الغَوارِبِ |
بِأَبْيَضَ مَصْقولِ الغِرارَيْنِ حَدَّهُ | نَجِيُّ عَراقيبِ المَطيِّ النَّجائِبِ |
كأَنَّ الحُسامَ المَشْرَفِيَّ شَريكُهُ | إذا سَنَحَتْ أُكرومَة ٌ في المَناقِبِ |
ومَا هِيَ إلاّ شيمَة ٌ عَرَبِيَّة ٌ | تَنَقَّلُ مِن أَيمانِنا في القَواضِبِ |
فَما ليَ في حَيَّي خُزَيمَة َ بَعْدَهُمْ | أُريغُ أَماناً مِن رِماحِ الأَجارِبِ |
وَتَغدو إلى سَرْحي أَراقِمُ وائِلٍ | وَقَد كانَ تَسري في ربُاهُمْ عَقاربي |
أفي كُلِّ يومٍ مِنْ مُشايَحة ِ العِدا | أُعالِجُ رَوْعاتِ الهُمومِ الغَرائِبِ |
كَأَنّيَ لَمْ أَسْفَحْ بِتَيماءَ غارَة ً | تُفرُقُ ما بين الطُّلى والكواثبِ |
وَلَمْ أُرْدَفِ الحَسناءَ تَبكي مِنَ النَّوى | وَتَشكو إلى مُهري فِراقَ الأَقارِبِ |
فَغادَرَني صَرفُ الزَّمانِ بِمَنزِلٍ | أُطَأْطِئُ فيهِ لِلخْصَاصة ِ جانبي |
وَأذْكُرُ عَهْدي مِن غُفَيْلَة َ بَعْدَما | طَوَيْتُ على أَسرارِ حُزوى َ ترائبي |
ومَا كُنتُ أَخشى أَنْ أُوكِّلَ ناظِري | بِبَرقٍ كَنارِ العامِريَّة ِ خالِبِ |
وَلا أَمْتَطي وَجناءَ تختلثُ الخُطَا | وَتَشْكو أَظَلَّيْها عِراصُ السَّباسبِ |
وَتُوغِلُ في البَيْداءِ، حَتّى كَأَنَّها | خَيالٌ أُناجيهِ خِلالَ الغَياهِبِ |
عَلَيها غُلامٌ من أُميَّة َ شاحِبٌ | يُنادِمُ أَسْرابَ النُّجومِ الثَّواقِبِ |
فَما صَحْبُهُ الأَدنَوْنَ غَيرَ صَوارِمٍ | وَلا رَهْطُهُ الأَعْلَوْنَ غَيْرَ كَواكِبِ |
يَلُفُّ، وإن كَلَّ المَطيُّ، مَشارِقاً | عَلَى هِمَّة ٍ مَجْنونَة ٍ بِمَغَارِبِ |
وَيُطْبِقُ جَفْنَيْهِ إذا اعْتَرَضَ السَّنا | مَخافَة َ أَنْ يُمْنَى بِنارِ الحُباحِبِ |
دَعاهُ ابنُ مَنْصورٍ فَقارَبَ قَيْدَهُ | على البَحْرِ في آذِيَّهِ المُتراكِبِ |
وَأَلْقَى بِمُسْتَنِّ الأَيادي رِحالَهُ | فَنَكَّبَ أَذْراءَ الخَليطِ الأشائِبِ |
أَغَرُّ، إذا انهَلَّتْ يَداهُ تَواهَقَتْ | مَنايا أعاديهِ خِلالَ الرَّغائِبِ |
تَبَرَّعَ بِالمَعروفِ حَتّى كَأَنَّهُ | يَعُدُّ اقْتِناءَ المالِ إحْدى المَثالِبِ |
مِنَ القَوْمِ لا يَسْتَضْرِعُ الدَّهْرَ جارُهُمْ | وَلا يَتَحاماهُ حِذارَ النَّوائِبِ |
عِظامُ المَقاري، وَالسَّماءُ كَأَنَّها | تَمُجُّ دَماً دونَ النُّجومِ الشَّواحِبِ |
مَساميحُ لِلعافي بِبيضٍ كَواعِبٍ | وَصُهْبٍ مَراسيلٍ وَجُرْدٍ سَلاهِبِ |
وَأَفياؤُهُمْ لِلْمُجْتَدي في عِراصِها | مَجَرُّ أَنابيبِ الرِّماحِ السَّوالِبِ |
وَمَلْعَبُ فِتيانٍ، وَمَبْرَكُ هَجْمة ٍ | وَمَسْحَبُ أطْمارِ الإماءِ الحَواطِبِ |
إليكَ أمينَ الحَضرَتَيْنِ تَنَاقَلَتْ | مَطايا بأنضاءٍ خِفافِ الحَقائبِ |
وَهُنَّ كَأَمثالِ القِسِيِّ نَواحِلٌ | مَرَقْنَ بأَمثالِ السِّهامِ الصَّوائِبِ |
فَإنَّ يَداً طَوَّقْتَني نَفَحاتِها | لَمُرْتَقِبٌ منها بُلوغَ المَآرِبِ |