رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رَماكَ بِشَوْقٍ فَالمَدامِعُ ذُرَّفُ | حَنينُ المَطايا أو حَمائِمُ هُتَّفُ |
أَجلْ عاوَدَ القَلْبَ المُعَنّى خَبالُهُ | عَشِيَّة َ صَحبي عِنْدَ يبرينَ وُقَّفُ |
فَلِلهِ ما يَطوي عَليهِ ضُلوعَهُ | رَميٌّ بِذكرِ الغانياتِ مُكَلَّفُ |
يُهَيِّجُهُ نَوْحُ الحَمامِ وناسِمٌ | تَرِقُّ حَواشيهِ مِنَ الرِّيحِ، مُدْنَفُ |
وَيُذكي لَه الغَيرانُ عَيناً إذا رأى | أَجارِعَ مِنْ حُزْوَى بِسَمْراءَ تُسْعِفُ |
أَيُوعِدُني الحَيُّ اليَماني ، وَصارِمي | كَهَمِّكَ، مَفتوقُ الغِرارَينِ مُرهَفُ |
وَأَفْرِشُ سَمْعي لِلْوَعيدِ فَحُبُّها | إذا جَمَحَتْ بي نَخْوَة ٌ يَتَلَطَّفُ |
وَحَوْليَ مِنْ عُلْيا خُزَيْمَة َ عُصْبَة ٌ | إذا غَضِبَتْ ظَلَّتْ لَها الأرْضُ تَرْجُفُ |
يَجْرُّونَ أذيالَ الدُّروعِ إلى الوَغى | فَأقوى َ وَيَعروني هواها فأضعُفُ |
أَما وَجَلالِ اللّهِ لولا اتِّقاؤُهُ | لَباتَ يُوارينا الرِّداءُ المُفَوَّفُ |
وَفَضَّ خِتامَ السِّرِّ بَيْني وَبَيْنَها | كَلامٌ يُؤَدِّيهِ البَنانُ المُطَرَّفُ |
وَنازَعَني شَكْوى الصَّبابَة ِ شادِنٌ | مِنَ الغيدِ مَجْدولُ المُوَشَّحِ أَهْيَفُ |
بِرابِيَة ٍ مَيْثاءَ أَضْحَكَ رَوْضَها | غَمامٌ بَكى مِنْ آخِرِ الَّليْلِ أَوْطَفُ |
وَرَكْبٍ على الأَكوارِ غيدٍ مِنَ الكَرى | تَداوَلَهُمْ سَيْرٌحَثيثٌ وَنَفْنَفُ |
تَرى العِتْقَ مِنْهُمْ في وُجوهٍ شَواحِبٍ | يُرَدِّدُ فيها لَحْظَهُ المُتَقَوِّفُ |
وَتَخْدي بِهِمْ خُوصٌ تَخايَلُ في البُرى | |
ويَثني هَواديها إذا طَمِحَتْ بِها | مِنَ القِدِّ مَلويُّ المرائِرِ محصَفُ |
سَرّوا وَفُضولُ الرَّيطِ تَضْرِبُها الصِّبا | إلى أن يَمَسَّ الأرضَ مِنهُنَّ رَفْرَفُ |
وعَاتَبَني عَمروٌ على السَّيرِ وَالسُّرى | وَلَم يَدرِ أنّي لِلمَعالي أَطوّفُ |
ومَا الصَّقْرُ يَسْتَذْكي الطّوى لَحَظاتِهِ | بِأَصْدَقَ مِنّي نَظْرَة ً حينَ يَخْطِفُ |
أُخادِعُ ظَنّي عَنْ أمورِ خَفيَّة ٍ | إلى أن أرى تلك العَمايَة ِ تُكْشَفُ |
وَأَهْزَأُ بِالأَنْوارِ وَالصُّبْحُ طالِعٌ | ولا اهتدي بِالنَّجمِ واللَّيلُ مُسْدِفُ |
وَقَولٍ أتاني وَالحوادثُ جِمَّة ٌ | وَدونِيَ من ذاتِ الأَراكة ِ صَفصَفُ |
أَغُضُّ لهُ طَرفي حَياءً مِنَ العُلا | وعَطْفاً عليكُمُ، والأَواصِرُ تُعْطِفُ |
أَعَتباً وقد سَيَّرْتُ فيكُم مَدائِحاً | كَما خالَطَتْ ماءَ الغَمامَة ِ قَرْقَفُ |
بَني عَمِّنا لا تَنسِبونا إلى الخَنى | فَلَمْ يَتَرَدَّدْ في كِنانَة َ مُقْرِفُ |
أَأَشْتُمُ شَيْخاً لَفَّ عِرْقي بِعِرْقِهِ | مَناسِبُ تَزْكو في قُرَيشٍ وَتَشْرُفُ |
وَأَهْجُو رِجالاً في العَشيرَة ِ سادَة ً | وبي مِن بَقايا الجاهِلِيَّة ِ عَجْرَفُ |
وَإِنِّي إِذا ما لَجْلَجَ القَوْلُ فاخِرٌ | يُؤَنِّبُ في أَقوالِهِ وَيُعَنَّفُ |
أُدافِعُ عن أحْسابِكُمْ بِقَصائِدٍ | غَدا المَجْدُ في أَثنائِها يَتَصَرَّفُ |
وَلَمْ أخْتَرِعها رَغْبَة ً في نَوالِكُمْ | وإنْ كانَ مَشْمولاً بِهِ المُتَضَيِّفُ |
وَلكنْ عُرَيْقٌ فيَّ مِنْ عَرَبيَّة ٍ | يُحامي وَراءَ ابنَي نِزارٍ وَيَأنَفُ |
فَنَحْنُ بني دودانَ فَرْعَ خُزَيْمَة ٍ | يَذِلُّ لَنا ذو السَّورَة ِ المُتَغَطْرِفُ |
وأَنتمْ ذَوو المَجْدِ القَديمِ يَضُمُّنا | أَبٌ خِمدفيُّ فيه للِفَخرِ مَألَفُ |
وَتَقْرونَ والآفاقُ يَمْري نَجيعَها | شَآمِيَّة ٌ تَسْتَجْمِعُ الشَوْلَ حَرْجَفُ |
فِناؤكم مأوى الصَّريخِ إذا انثَنى | بِأَيدي الكُماة ِ السَّمْهَرِيُّ المُثَقَّفُ |
وَواديكُمْ لِلْمَكْرُماتِ مُعَرَّسٌ | رَحيبٌ بِطُلاّبِ النَّدى مُتَكَنَّفُ |
بِأَرْجائِهِ ممّا اقْتَنَيْتُمْ نَزائِعٌ | يُباحُ عَلَيْهِنَّ الحِمى المُتَخَوَّفُ |
تَرودُ بِأَبوابِ القِبابِ وَأهْلُها | عليها بِأَلْبانِ القَلائِصِ عُكَّفُ |
وَأَمّاتُها أَوْدَتْ بِحُجْرٍ وَأَدْرَكَتْ | عُتَيْبَة ُ وَالأبْطالُ بِالبِيضِ تَدْلِفُ |
وَكَمْ مَلِكٍ أَدْمَيْنَ بِالقَيْدِ ساقَهُ | فَظَلَّ يُداني مِنْ خُطاهُ وَيَرْسُفُ |
فَيا لِنِزارٍ دَعْوَة ً مُضَرِيَّة ً | بِحَيثُ الرُّدَينيّاتُ بِالدَّمِ تَرْعُفُ |
لنا في المعالي غاية ٌ لا يَرومها | سِوى أَسَديٍّ عَرَّقتْ فيهِ خِنْدِفُ |