إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إِذا اسْتَلَبَ النَّومُ العِنانِ مِنَ اليَدِ | عَلِقْتُ بِأَعْطافِ الخَيالِ المَسهَّدِ |
وَمالي وَلِلزَّوْرِ الهِلالِيِّ مَوْهِناً | بِنَهْجٍ طَويْنا غَوْلَهُ طَيَّ مِجْسَدِ |
بِحَيْثُ صَهيلُ الأَعْوَجِيِّ يَروعُهُ | وَيَنْكِرُ سَجْرَ الأَرْحَبِيِّ المُقَيَّدِ |
لَكَ الله مِنْ ماضٍ على الهَوْلِ، وَالعِدا | يَهُزُّونَ أَطرافَ الوَشيجِ المُسَدَّدِ |
يُراقِبُ أَسْرابَ النُّجومِ بِمُقْلَة ٍ | تُقَسِّمُ لَحْظاً بَيْنَ نَسْرٍ وَفَرْقَدِ |
تَراءَتْ لَهُ في مُنْحَنَى الرَّمْلِ جَذْوَة ٌ | تَمايَلَ سَكْرى بين صالٍ وَمَوقِد |
َوكَمْ دُونَها مِنْ أَتْلَعِ الجيِدِ شادنٍ | مُهَفْهَفِ مُسْتَنِّ الوِشاحَيْنِ أَغْيَد |
إذا اللَّيلُ أَدْنى مِنْ يَدَيَّ وِشاحَهٌ | خَلَعْتُ نِجادَ المَشْرَفِيِّ المُهَنَّدِ |
يَحُطُّ عَنِ البَدْرِ المُنيرِ لِثامَهُ | وَيَهْفُو بِخُوطِ البانَة ِ المُتَأَوَّدِ |
سَمَوْتُ إليهِ وَالنُّجُومُ كَأَنَّها | على الأُفْقِ مُرْفَضُّ الجُمانِ المُبَدَّدِ |
على لاحِقِ الأَطلَيْنِ يَخْتَصِرُ المَدى | بإرْخاءِ ذِئْبِ الرَّدْهَة ِ المُتَوَرِّدِ |
أُفيضُ عَليهِ شِكَّتي وَأُخِيضُهُ | دُجى اللَّيْلِ وَالأَعْداءُ مِنّي بِمَرْصَدِ |
وَأَجْنُبُهُ الرِّيَّ الذَّليلَ وقد جَلَتْ | على الوِرْدِ أَنْفاسُ الصَّبا مَتْنَ مِبْرَدِ |
وَتَجْمَحُ بي عن مَوطِنِ الذُّلِّ هِمَّة ٌ | تُجَمِّعُ أَشْتاتَ المَعالي بأَحْمَدِ |
هُمامٌ إذا اسْتَنْهَضْتَهُ لِمُلِمَّة ٍ | مَضى غَيرَ واهي المَنْكِبَينِ مُعَرِّدِ |
مُعَرَّسُهُ مَأْوى المَكارِمِ والعُلا | وَنائِلُهُ قَيْدُ الثَّناءِ المُخَلَّدِ |
تَشَبَّتُ منهُ المَكْرُماتُ بِماجِدٍ | يَروحُ إلى غاياتِهِنَّ وَيَغْتَدي |
وَيَبْسُطُ كَفّاً لِلَّندى أُمَوِيَّة ً | تُباري شآبيبَ الغَمامِ المُنَضَّدِ |
وَيَخْفُقُ أنَّى سارَ أو حَلَّ فَوقَهُ | حَواشي ثَناءِ أو ذَوائِبُ سُؤْدَدِ |
ومَا رَوْضَة ٌ تَشْفي الجنوبَ غَليلَها | بذي وَطَفٍ من غائِرِ المُزْنِ مُنْجِدِ |
كَأَنَّ الرَّبيعَ الطَّلْقَ في حَجَراتِها | يُجَرِّرُ ذَيْلَ الأَتْحَمِيِّ المُعَضَّدِ |
بِأَطْيَبَ نَشْراً مِنْ شَمَائِلِهِ الّتي | يَلوذُ بِها جارٌ وَضَيْفٌ وَمُجْتَدِ |
إليكَ أَبا العَبَّاسِ سَارَتْ رَكائِبٌ | بِذِكْرِكَ تُحْدَى بل بِنُورِكَ تَهْتَدي |
عَلَيهِنَّ مِنْ أفناءِ قَوْمِكَ غِلْمَة ٌ | يُزْمزِمُ عَنْهُمْ فَدْفَدٌ بَعْدَ فَدْفَدِ |
وَتَشْكُو إليكَ الدَّهْرَ تَفْري خُطوبُهُ | بَقِيَّة َ شِلْوٍ من ذَويكَ مُقَدَّدِ |
حَوى عُنْفُوانَ المَكْرَعِ النّاسُ قَبْلَنا | وَأَوْرَدَنا أعْقابَ شِرْبٍ مُصَرَّدِ |
وَلابُدَّ مِنْ يَوْمٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ | يُبَوِّئُنا ظِلَّ الطَّرافِ المُمَدَّدِ |
فإنَّكَ أَصْلٌ طَيِّبٌ أنا فَرْعُهُ | وَأَيُّ نَجيبٍ سُلَّ مِنْ أيِّ مَحْتِدِ |
وَكَمْ لَكَ عِندي مِنْ يَدٍ مُسْتَفيضَة ٍ | لَبِسْتُ بِها طَوْقَ الحَمامِ المُغَرِّدِ |
بَقِيتَ مَصونَ العِرضِ مُبْتَذَلَ النَّدى | مَديدَ رِواقِ العِزِّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ |
وَيَوْمُكَ يَلوي أَخْدَعَ الأَمسِ نَحْوَهُ | وَيَهْفو بِعِطْفَيْهِ اشتياقاً إلى الغَدِ |