خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خاض الدُّجى -وَرِواقُ اللَّيل مَسدولِ | بَرْقٌ كَما اهْتَزَّ ماضِي الحدّ مَصْقولُ |
أَشيمُهُ وَضجيعي صارمٌ خَذِمٌ | وَمِحمَلي بِرشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ |
فَحَنَّ صاحِبُ رَحْلِي إذ تَأَمَّلَهُ | حَتَّى حَنَنْتَ ، وَنِضْوِي عَنْهُ مَشْغولُ |
يَخدي بأَروعَ لا يُغفي، ونَاظِرُهُ | بِإِثْمِدِ اللَّيْلِ في البَيْداءِ مَكْحولُ |
وَلا يَمُرُّ الكَرَى صَفْحاً بِمُقْلَتِهِ | فَدُونَهُ قاتِمُ الأرْجاءِ مَجْهولُ |
إذا قضَى عُقبَ الإسراءِ ليلتَهُ | أَناخَهُ ، وَهْوَ بِالإعْياءِ مَعْقولُ |
وَاعْتادَهُ مِنْ سُلَيْمى ، وَهْيَ نائِيَة ٌ | ذِكرٌ يؤَرِّقُهُ، والقلبُ متبولُ |
رَيّا المَعاصِمِ ، ظَمأَى الخَصْرِ ، لا قِصَرٌ | يَزوي عَلَيها ، وَلا يُزْري بِها طولُ |
فَالوَجْهُ أَبْلَجُ ، واللَّبَّات واضِحَة ٌ | وَفَرْعُهَا وَارِدٌ ، والمَتْنُ مَجْدُولُ |
كَأَنَّما رِيقُها ، وَالفَجْرُ مُبْتَسِمٌ | فيما أَظنُّ، بِصفوِ الرّاحِ مَعلولُ |
صَدَّت وَوَقَّرني شَيبِي فَما أرَبي | صَهْبَاءُ صِرْفٌ وَلا غَيْدَاءُ عُطْبُولُ |
وَحال دونَ نَسيبي بِالدُّمى مِدَحٌ | تَحبيرُها بِرضى الرَّحمن مَوصولُ |
أُزيرُها قُرشيّاً في أسِرَّتهِ | نورٌ، وَمن راحتيهِ الخيرُ مأمولُ |
تَحكي شمائلهُ في طيبها زهراً | يَفوحُ، وَالروَّض مرهومٌ وَمشمولُ |
هوَ الّذي نعشَ الله العبادَ بهِ | ضَخْمُ الدَّسيعَة ِ ، مَتْبوعٌ وَمَسْؤولُ |
فَكُلُّ شَيءٍ نَهاهُمْ عَنْهُ مُجْتَنَبٌ | وَأَمْرُهُ ، وَهْوَ أَمْرُ اللّهِ ، مَفْعولُ |
مِنْ دّوْحَة ٍ بَسَقَتْ ، لا الفَرْعُ مُؤْتَشَبٌ | منها، ولا عرقها في الحي مدخول |
أَتى بمِلَّة ِ إِبراهيمَ والدِهِ | قَرْمٌ عَلى كَرَمِ الأَخلاقِ مَجبولُ |
وَالنَّاسُ في أَجَّة ٍ ضَلَّ الحَليمُ بِها | وَكُلَّهم في إسارِ الغيَّ مكبولُ |
كَأَنَّهُمْ وَعَوادي الكُفْرِ تُسْلِمُهُمْ | إلى الرَّدى ، نعمٌ في النهب مشلولُ |
يا خاتمَ الرسلِ إن لم تخشى بادرتي | على أعادِيك غالَتْني إِذَنْ غولُ |
والنَّصْرُ بالْيَدِ منّي وَاللِّسانِ معاً | ومَنْ لَوى عَنْكَ جِيداً فَهْوَ مَخْذولُ |
وسَاعِدي ، وَهْوَ لا يُلْوي بِهِ خَوَرٌ | على القَنا في اتباعِ الحق مفتولُ |
فمر وقل أتبعْ ما أنتَ تنهجهُ | فالأمرُ ممتثلٌ والقول مقبولُ |
وكل صحبكَ أهوى فالهدى معهم | وغرب من أبغض الأخيارَ مفلولُ |
وأقتديِ بضجيعيك اقتداءَ أبي | كِلاهُما دَمُ مَنْ عاداهُ مَطْلولُ |
ومن كعثمان جوداً، والسماحُ لهُ | عِبْءٌ عَلى كاهِلِ العَلْياءِ مَحْمولُ |
وَأَيْنَ مِثْلُ عَلِيٍّ في بَسَالَتِهِ | بِمَأْزِقٍ مَنْ يَرِدْهُ فَهْوَ مَقْتولُ |
إني لأعذلُ من لمْ يُصفهم مِقة ً | والناسُ صنفانِ: معذورٌ ومعذولٌ |
فمن أحبهمُ نالَ النجاة بهم | ومَنْ أَبى حُبَّهُمْ فالسَّيْفُ مَسْلُولُ |