قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قد أسْبِقُ الجارِية َ الْجُونَا | منْ قَبلِ تَثْويبِ المنادينَا |
بكُلّ مَعرُوفٍ بأعْراقِهِ | على عيونِ الأرمنيّينا |
رَبيبُ بَيْتٍ، وأنيسٌ، ولم | يُرْبَ بريشِ الأمّ مَحضُونَا |
لم يُنكِهِ جُرحُ حِياصٍ، ولم | يبغِ له بالثُّفلِ تسكينا |
كُرّزُ عامٍ صاغهُ صائغٌ | لم يَدّخِرْ عَنهُ التّحاسينَا |
ألبَسهُ التَّكريزُ من حَوْكِهِ، | وَشياً على الْجُؤجُؤِ موضونَا |
لَهُ حِرابٌ فَوْقَ قُفّازِهِ | يَجْمَعْنَ تأنيفاً وتَسْنِينَا |
كلُّ سِنانٍ عِيجَ من صَدْرِهِ | تَخالُ عِطْفَيْ رَأسِهِ نُونَا |
و مِنسَر أكلَفَ، فيهِ شفاً، | كأنَّهُ عِقدُ ثمانينَا |
في هامة ٍ كأنّما قُنِّعتْ | بعض حِبالِ السّابريّينا |
و مُقْلة ٍ أشربَ آماقُها | تِبْراً يروقُ الصَّيرفيّينا |
نرْسِلُ مِنْهُ عِندَ إطْلاقِهِ | على الكراكيّ دُرَخْمِينا |
داهِية ٌ تَخبِطُ أعجازُها | خَبْطاً يحسّيها الأمَرّينَا |
يَحمي علَيها الْجَوَّ مِن فَوْقِها | حيناً، ويُغْريها الأحايِينا |
وهُنَّ يَرفعنَ صُراخاً،كما | جَهْوَرَ في الشّعبِ الْمُلَبُّونَا |
فمُقْعَصُ أُثْبِتَ في سَحْرِهِ، | وخاضِبٌ من دَمهِ الطّينَا |
قد مَشَقَتْهُ في الحَشا مَشْقَة ٌ، | ألْقَتْ منَ الْجَوْفِ الْمَصارينا |
رحنا به نحمِلُ أكبادها، | في زورة ٍ عشرًا وعِشرينا |
أعطى البُزاة َ اللهُ من قِسمِهِ، | ما لم يُخَوّلْهُ الشّواهِينَا |
لكلِّ سبعٍ طُعْمَة ٌ مثلَهُ، | في القِدر إنْ فوقاً وإن دونا |