ردي على المشتاق بعض رقاده
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
رُدّي، على المُشتاقِ، بَعضَ رُقادِهِ، | أوْ فاشرِكيهِ في اتّصَالِ سُهَادِهِ |
أسْهَرْتِهِ، حَتّى إذا هَجَرَ الكَرَى، | خَلّيْتِ عَنهُ، وَنُمْتِ عَن إسعَادِهِ |
وقَسَا فُؤَادُكِ أنْ يَلينَ لِلَوْعَةٍ، | بَاتَتْ تَقَلْقَلُ في صَمِيمِ فؤَادِهِ |
وَلَقَدْ عَزَزْتِ، فَهَانَ طوعاُ للهَوَى، | وَجَنَبْتِهِ، فرَأيتِ ذُلَّ قِيَادِهِ |
مَنْ مُنْصِفي مِنْ ظَالِمٍ مَلّكْتُهُ | وُدّي، وَلَم أمْلِكْ عيشر وَدادِهِ |
إنْ كُنتُ أعرف غَيرَ سَالِفِ حبهِ، | فَبُليتُ، بَعدَ صُدُودِهِ، بِبِعَادِهِ |
قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في | إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ |
لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً | بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ |
الله شَرّفَهُ، وأعلَى ذِكْرَهُ، | وَرَآهُ غيث عِبَادِهِ، وَبِلادِهِ |
مَلِكٌ حَكَى الخُلَفَاءَ مِن آبَائِهِ، | وَتَقَيّلَ العُظَمَاءَ مِنْ أجْدَادِهِ |
إنْ قَلّ شُكْرُ الأبْعَدِينَ، فإنّهُ | وَهّابُ عِظْمِ طَرِيفِهِ، وَتِلاَدِهِ |
يَزْدادُ إبْقَاءً عَلى أعْدَائِهِ | أبَداً، وإفضَالاً عَلى حُسّادِهِ |
أمَرَ العَطَاءَ، فَفَاضَ مِنْ جَمّاتِهِ، | وَنَهَى الصّفيحَ، فَقَرّ في أغْمادِهِ |
يا كالىءَ الإسْلاَمِ في غَفَلاتِهِ، | وَمُقيمَ نَهْجَيْ حَجّهِ وَجِهَادِهِ |
تَهْنيكَ في المُعْتَزّ بُشرَى بَيّنَتْ | فِينَا فَضِيلَةَ هَدْيِهِ،، وَرَشَادِهِ |
قَدْ أدرَكَ الحِلْمَ الذي أبدَى لَنَا | عَنْ حِلْمِهِ، وَوَقَارِهِ، وَسَدَادِهِ |
وَمُبَارَكٌ مِيلادُ مُلْكِكَ، مُخبِر | بِقَرِيبِ عَهْدٍ كَانَ مِنْ مِيلادِهِ |
تَمّتْ لَكَ النّعماءُ فيهِ، مُمَتَّعاً | بِعُلُوّ هِمّتِهِ، وَوَرْيِ زِنَادِهِ |
وَبَقيتَ حَتّى تَسْتَضِيءَ بِرَأيِهِ، | وَتَرَى الكُهُولَ الشِّيبَ مِنْ أوْلادِهِ |