أرشيف الشعر العربي

وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ

وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
وفتيانِ صِدْقٍ قد صَرَفْتُ مَطيّهُمْ إلى بيْتِ خمّـارِ نَزَلْنا بهِ ظُـهْـرَا
فلمّا حكَى الزُّنَّارُ: أنْ ليس مسلماً، ظَنَنّـا به خيْراً ؛ فظـنّ بنا شَرّا
فقلنا: على دينِ المسيحِ بن مرْيمٍ؟ فأعْرَضَ مُزْوَرّاً، وقال لنا هُجرَا
و لكنّ يهـوديّ ، يحبّك ظـاهـراً ، ويُضْمِرُ في المكْنونِ منه لكَ الخترَا
فقلنا له: ما الاسمُ؟ قال: سَمَوألٌ، على أنذني أُكْـنى بعَـمـْـروٍ ولا عَمْـرَا
و ما شرّفَتني كُنْيَة ً عَـرَبيـّـة ٌ ، و لا أكْسَـبَتْني لا سـنــاءً ولا فـَــخْــرَا
و لكنّها خَفّتْ ، وقَلّتْ حروفُهـا، و ليستْ كأخرَى إنمّـا خُلِقـتْ وَقْـرَا
فقلنا لهُ عُجْباً بظرْفِ لِسانِهِ: أجدْتَ ، أبا عمـروٍ ، فجـوّدْ لنا الخـمـرا
فأدبَرَ كـالمـزْوَرِّ ، يقسـم طـرْفَهُ: لأرْجُلِنا شطْراً، وأوْجُهِنا شَطْرَا
و قال : لَعَمْـري لوْ أحطْـتُمُ بأمرنـا لَلُمْـناكُـمْ ، لكنْ سنـوسِعـكمْ عــذرَا
فجـاءَ بـها زيتيّة ً ، ذهبيـة ً ، فلم نستطِعْ دون السّجودِ لها صَبرَا
خرجنا، على أنّ الْمُقَامَ ثلاثَة ٌ، فطابتْ لنا حتى أقمنـا بهـا شهــرا
عصَابَة ُ سُوءٍ لا يرى الدهرُ مثلهمْ، و إنْ كنْتُ منهمْ لا بريـاً، ولاصِفْرَا
إذا ما دَنَا وقْتُ الصّلاة ِ رَأيْتَهُمْ يحثّونها، حتى تفوتَهُم سكْرَا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

ودارٍ تُؤدَّبُ فيها البُزاة ُ،

قد أغتَدي والليلُ في اعْتِكارِهِ،

دعْـني من النّاسِ ، ومن لـوْمِهِـمْ

لنا خمرٌ ، وليسَ بخمر مخْلٍ ،

لي صاحبٌ أثْقَلُ من أُحْدِ،


ساهم - قرآن ٢