ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ، | قد صفّفَ الشّعْرَ على جَبْهَتهْ |
وسَرّحَ المِئْزَرَ مِنْ خَلْفِه، | و دقّقَ البانَ على وَفْرتهْ |
قلبي ، على ماكانَ من شِقْوَتهْ ، | صَبَّ بمن يهْوَى على جَفْوتهْ |
يَخْتلِقُ السّخْطة َ لي ظالماً ، | أحوجُ ما كنتُ إلى رَحمتهْ |
أكلّما جدّدَ لي موْعِداً، | أخْلفَهُ التنغيصُ من علّتِهْ |
أُضْمِرُ في البُعْدِ عِتاباً لهُ ، | فإن دنا أُنسيتُ من هَيْبتِهْ |
مُبَتَّلٌ ، تثْنيهِ أعطافُهْ | أميْسُ خَلْقِ الله في خَطرتهْ |
مهَفْهَفٌ تَرْتَجّ أرْدَافُهُ، | يتيهُ بالْحُسْنِ على جِيرَتِهْ |
يحارُ رَجْعُ الطَّرْفِ في وَجههِ، | و صورة ُ الشّمسِ على صورته |
ينتَسبُ الحسنُ إلى حسنه، | و الطّيبُ يحتاجُ إلى نَكْهته |
ولَيْلَة ٍ قَصّرَ في طُولها | بالكَرْخِ ، أن مُتِّعْتُ من رؤيته |
في مجلسٍ يضحطُ تُفّاحهُ | بينَ الرّياحِينِ إلى خُضْرته |
ما إن يرَى خَلوَتَنَا ثالِثٌ، | إلاّ الذي نشرَبُ من خمْرته |
خمرَتُه في الكأس ممزُوجة ٌ، | كالذّهبِ الجاري على فِضَّتهِ |
فتارة ً أشْرَبُ منْ رِيقِهِ، | وتارة ً أشْرَبُ منْ فَضْلَتِهْ |
وكُلّما عَضَّضَ تُفَاحَة ً، | قبَّلْتُ ما يفْضُلُ من عَضّته |
حتى إذا ألقى قِناعَ الْحَيا، | وَدَارَ كسرُ النّوْمِ في مقلتهْ |
سَرَتْ حُميّا الكأسِ في رأسهِ ، | و ذَبَّتِ الخمْرة ُ في وَجْنته |
فصَارَ لا يَدْفَعُ عن نَفْسِه، | وكانَ لا يأذَنُ في قُبْلَتِهْ |
دَبّ لهُ إبليسُ، فاقْتادَهُ | و الشيْخُ نَفّاعٌ على لَعْنتِه |
عجبتُ من إبليسَ في تيههِ | وخُبْثِ ما أظْهَرَ من نيّتِهْ |
تاهَ عَلى آدَمَ في سجْدَة ٍ، | وصَارَ قَوّاداً لِذُرّيتِهْ |