أرشيف الشعر العربي

ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،

ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
ياذا الذي يَخْطِرُ في مِشْيتِهْ، قد صفّفَ الشّعْرَ على جَبْهَتهْ
وسَرّحَ المِئْزَرَ مِنْ خَلْفِه، و دقّقَ البانَ على وَفْرتهْ
قلبي ، على ماكانَ من شِقْوَتهْ ، صَبَّ بمن يهْوَى على جَفْوتهْ
يَخْتلِقُ السّخْطة َ لي ظالماً ، أحوجُ ما كنتُ إلى رَحمتهْ
أكلّما جدّدَ لي موْعِداً، أخْلفَهُ التنغيصُ من علّتِهْ
أُضْمِرُ في البُعْدِ عِتاباً لهُ ، فإن دنا أُنسيتُ من هَيْبتِهْ
مُبَتَّلٌ ، تثْنيهِ أعطافُهْ أميْسُ خَلْقِ الله في خَطرتهْ
مهَفْهَفٌ تَرْتَجّ أرْدَافُهُ، يتيهُ بالْحُسْنِ على جِيرَتِهْ
يحارُ رَجْعُ الطَّرْفِ في وَجههِ، و صورة ُ الشّمسِ على صورته
ينتَسبُ الحسنُ إلى حسنه، و الطّيبُ يحتاجُ إلى نَكْهته
ولَيْلَة ٍ قَصّرَ في طُولها بالكَرْخِ ، أن مُتِّعْتُ من رؤيته
في مجلسٍ يضحطُ تُفّاحهُ بينَ الرّياحِينِ إلى خُضْرته
ما إن يرَى خَلوَتَنَا ثالِثٌ، إلاّ الذي نشرَبُ من خمْرته
خمرَتُه في الكأس ممزُوجة ٌ، كالذّهبِ الجاري على فِضَّتهِ
فتارة ً أشْرَبُ منْ رِيقِهِ، وتارة ً أشْرَبُ منْ فَضْلَتِهْ
وكُلّما عَضَّضَ تُفَاحَة ً، قبَّلْتُ ما يفْضُلُ من عَضّته
حتى إذا ألقى قِناعَ الْحَيا، وَدَارَ كسرُ النّوْمِ في مقلتهْ
سَرَتْ حُميّا الكأسِ في رأسهِ ، و ذَبَّتِ الخمْرة ُ في وَجْنته
فصَارَ لا يَدْفَعُ عن نَفْسِه، وكانَ لا يأذَنُ في قُبْلَتِهْ
دَبّ لهُ إبليسُ، فاقْتادَهُ و الشيْخُ نَفّاعٌ على لَعْنتِه
عجبتُ من إبليسَ في تيههِ وخُبْثِ ما أظْهَرَ من نيّتِهْ
تاهَ عَلى آدَمَ في سجْدَة ٍ، وصَارَ قَوّاداً لِذُرّيتِهْ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

من أنا في موقفِ الحسـابِ ، إذا

نبّهْ نديمي يُوسُفَا

وإنْ تصْفَحْ، فإحسانٌ جديدٌ أقِلْني، قد ندمْتُ على ذُنوبي

يا مَنْ جَفـاني ، ومَــلاّ ،

هـارونُ ، يـاخيرَ الخـلائِـفِ كلّهمْ،


روائع الشيخ عبدالكريم خضير