لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَسْتُ بدارٍ عَفَتْ وغَيّرَها | ضرْبانِ من قطرِها وحاصِبِها |
ولا لآي الطلولِ أنْدُبُها، | للرّيح والرُّقشِ من قرَانِبِهَا |
و لا نطيلُ البُكا إذا شطّتِ النّيـ | ـة ُ، واستَعْبرَتْ لذاهبِها |
بل نحن أربابُ ناعِطٍ ، ولنا | صنعاءُ ، والمسكُ من محاربها |
و كان منّا الضّحّاكُ يعبدهُ الـ | ـخائلُ، والوَحشُ من مسارِبها |
ودانَ أذواؤنَا البَرِيّة َ منْ | معترّها رغبة ً وراهبِها |
ونحنُ إذ فارِسٌ تُدافع بَهْـ | ـرامَ قَسَطْنا على مَرَازِبِها |
بالخيلِ شعْثاً على لَوَاحِقَ كالسِّيـ | ـيدانِ تُعطي مدى مذاهبِها |
بالسّودِ من حِمْيَرٍ ومن سُلَفٍ | أرْغَنَ والشُّمِّ من مَنَاسِبِها |
و يومَ ساتيداما ضربْنا بني الأصـ | ـفَرِ، والموْتُ في كتائِبها |
إذ لاذَ بِرْوازُ يومَ ذاك بنا | والحرْبُ تمْري بكفِّ حالبِها |
يذوذُ عنه بني قبيصة َ بالخَـ | ـطيّ والبِيضِ من قواضِبِها |
حتى دَفَعْنا إلَيْهِ ممْلَكَة ً | ينحسرُ الطَّرْفُ عن مواكبها |
و فاضَ قابوسُ في سلاسلنا ، | سنينَ سبعاً ، وفَتْ لحاسبها |
ونحنُ حُزْنا من غير ما كَنَبٍ، | بناتِ أشرافهمْ لغاصبها |
من كلِّ مَسْبِية ٍ إذا عثرتْ | قالتْ لَعاً متعة ً لكاسبها |
تعساً لمن ضيعَ المحارمَ يومَ | الرّوعِ يجتاحُ من صواحِبِها |
و فرَّ من خشية ِ الطِّعانِ وأنْ | يلقى المنايا بكفِّ جالِبِها |
فافْخَرْ بقحْطانَ غيرَ مكتَئِبٍ، | فحاتمُ الْجودِ من مَناقبِها |
ولا تَرى فارِساً كفارِسِها، | إذْ زالتِ الهامُ عن مناكِبِها |
عَمْرٌو وقيْسٌ والأشتَرانِ وَزَيـ | ــدُ الخيْلِ أسْدٌ لدى ملاعبها |
بل ملْ إلى الصِّيـد من أشاعثها | و السادة ِ الغُرِّ من مهالبها |
و الحيّ غسّانُ والأولى أودعوا | الْمُلْكَ، وحازُوا عِرْنينَ ناصِبِها |
وحِمْيَرٌ تنطِقُ الرّجال بما اختا | رَتْ من الفضْلِ في مَراتِبِها |
أحببْ قريشاً لحبِّ أحمدها ، | واعرِفْ لها الجزْلَ من مواهبِها |
إنّ قريشاً ، إذا هي انتسبتْ | كان لها الشّطْرُ من مُناسبِها |
فأمّ مهديّ هاشمٍ أمّ موسى | الخيرِ منّا ، فافخر وسامِ بها |
إن فاخَرَتْنا فلا افْتِخارَ لها، | إلاّ التجاراتُ من مكاسبِها |
واهْجُ نزاراً وافرِ جِلدَتها، | و هَتِّكِ السترَ عن مثالبها |
أمّا تميمٌ ، فغيرُ داحضة ٍ | ما شَلْشَلَ العبْدُ في شوَارِبها |
أوّلُ مجْدٍ لها وآخِرُهُ، | إن ذُكِرَ المجدُ، قوْسُ حاجبِها |
و بئسَ فخر الكريمِ من قَصَبِ الـ | ـشَّوْحَطِ صفراءُ في معالبها |
و قيسُ عيْلانا لا أريدُ لها | من الْمَخازي سوى مَحاربِها |
و إنّ أكلَ الأ... موبقها ، | وَمُطْلِقٌ من لِسانِ عائِبِها |
و لم تعَفْ كلبَها بنو أسدٍ | عبيدَ عيْرانَة ٍ، وراكبِها |
و ما لبكرِ بنَ وائلٍ عِصَمٌ ، | إلاَّ بحَمْقائها وكاذبها |
و تغلبٌ تنْدبُ الطّلول ، ولم | تثْـأرْ قتيلاً على ذنائبها |
نيلتْ بأدنى المُهورِ أختهمُ ، | قسْراً، ولم يَدْمَ أنْفُ خاطبِها |