أرشيف الشعر العربي

يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،

يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له، وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَة ٍ تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها، ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُ وَشّـاءِ
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ من خمر عانة َ، أوْ من خمر سُوراءِ
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريق بَيْنَهُمُ رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ
حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها ؟ فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي
أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ
ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي
و نحن بين بساتينٍ ، فَتَنْفَحُنا ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ
يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ ، يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي
مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنـّاءِ
قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ فوقَ الجَبين . وردّ الصّدغَ بالفاء
عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها وَ رُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء
إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافيـة ً صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي
وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ: إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبو نواس) .

لاصيدَ إلاّ بالصّقورِ اللُّمَّحِ

أصبحتُ محتاجاً إلى ضربي ،

وغـزالٍ في الدحـى ، لـيْـ

إنّما همّتي غـزَا

قلْ لمن يدّعي سُليماً سَفاهاً:


ساهم - قرآن ٣