يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍ سمَوْتُ له، | وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْب ظلماءِ |
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِ خابيَة ٍ | تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ |
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُ يقرَعُها، | ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُ وَشّـاءِ |
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّ مُصْطبحٍ | من خمر عانة َ، أوْ من خمر سُوراءِ |
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريق بَيْنَهُمُ | رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُ فأفاءِ |
حتى إذا درَجتْ في القوْم، وَانتشرَتْ | همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ |
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها ؟ | فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي |
أُنْبِئْتُ أنّ أبا جدي تخَيَّرَها | من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخر حوّاءِ |
ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُ حانَتَها | حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي |
و نحن بين بساتينٍ ، فَتَنْفَحُنا | ريحَ البنفسَج، لا نَشرَ الخزاماءِ |
يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِ دَمَثٌ ، | يستأثرُ العَينَ في مُستَدرج الرّائي |
مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذو غُنُجٍ | كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَ حِنـّاءِ |
قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ، وَنَضّدَهُ | فوقَ الجَبين . وردّ الصّدغَ بالفاء |
عيناهُ تقْسمُ داءً في مجاهرها | وَ رُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلة الدّاء |
إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيه صافيـة ً | صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْ ندامائي |
وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُ لهُ: | إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌ بمولائي |