ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا إني وهبتُ اليومَ نفسي | لمن هو في المودة ِ مثلُ نفسي |
ومَن لولاه لاستَوْبَأَتُ وِرْدي | ولاستخشنتُ مَسِّي عند لَمْسي |
فتى ً ناط اإلهُ به فروعي | ولفَّ بأصلِهِ أصلي وجنسي |
أصولُ بهِ على كَلَبِ الأعادي | و آوى منه في هضباتِ قدسِ |
وضَوْءُ جبينهِ ليلاً وصُبحاً | إذا قابلتهُ بدرى ومسي |
فقلْ للزَّينبيِّ مقالَ خِلٍّ | صربحِ الودَّ لم يلبسْ بلبسِ |
أتذكرُ إِذْ هبطنا ذاتَ عِرْقٍ | و نحن معاً على أقتادِ عنسِ ؟ |
على هوجاءَ يُخرجُها التَّنَزِّي | أمامَ اليَعْمَلاتِ بغيرِ حِلْسِ |
وإذْ سالتْ إِلينا من هُذَيلٍ | شعابُ الواديين بغير بخسِ |
رجالٌ لا يبالون المنايا | تُصبِّحُهمْ نهاراً أو تُمَسِّي |
بألسنة ٍ خلقن لغير ذوقٍ | وأفواهٍ شُقِقْنَ لغير نَهْسِ |
يُشيعون الطَّعامَ النَّزْرَ فيهمْ | إذا ما الزّادُ أمكنَ كلَّ حَرْسِ |
كأنهمُ على الحراتِ منها | وقد طَلعوا عليك بغيرِ لُبْسِ |
نَفَيْتَهُمُ وقد دَلَفوا إلينا | بزوراءِ المناكبِ ذاتِ عجسِ |
كأنَّ حنينَها للنَّزْعِ فيها | حنينُ مُسنَّة ٍ فُجِعَتْ بخَمْسِ |
ولمّا أنْ لَقُوا منّا جميعاً | شفاءَ الهمَّ في ضربٍ ودعسِ |
عَلوْا قُلَلاً لكلِّ أشمَّ طَوْدٍ | على طرقٍ من الآثار طمسِ |
كأنَّ غروبَ قَرْنِ الشَّمسِ يَطْلي | ذوائبهُ وأعلاهُ بورسِ |
فداؤك أيها المحتلُّ قلبي | حياة ُ مُرَوَّعِ الأحشاءِ نُكْسِ |
يُعرِّدُ قبلَ بارقة ِ المنايا | ويتَّخذُ الهزيمة َ شرَّ تُرْسِ |
فكم شاهدتُ قبلك من رجالٍ | وددتُ لأجلهمْ ما كان حسي |
حَدَستُ بأنَّ عَقْدَهُمُ ضعيفٌ | وكانوا في الرَّكاكة ِ فوقَ حَدْسي |
بأجلادٍ من التتريفِ بيضٍ | و أعراضٍ من التقريف غبسِ |
كأنَّ مَقامَ جارِهُمُ عليهمْ | مقامُ مؤملٍ لرجوع أمسِ |
يُنادي منهُمُ مَن صمَّ عنهُ | كما رجعتْ تندبُ أهلُ رمسِ |
و لما أنْ نزلتُ بهمْ قروني | جفانَ خديعة ٍ وكؤوسَ ألسِ |
وعدتُ وليس في كفيَّ لما | شريتهُمُ سِوى وَكْسي ونَحْسي |
" يسومها " مسوقها الركايا | و في الأحشاء حاجٌ ليس ينسى |
يُشاطرُك الهمومَ إذا ألمَّتْ | ويُوسِعُك التقيُّلَ والتأسِّي |
و غصنكَ من مودتهِ وريقٌ | وغرسك في ثراهُ خيرُ غَرْسِ |
وقاني اللهُ ما أخشاه فيمنْ | به من بينِ هذا الخلقِ أُنْسي |
و نكبَ فيه عن قلبي الرزايا | فأُصبِحُ آمناً أبداً وأُمسي |