ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألاّ أرِقْتَ لضوءِ برقٍ أَوْمضا | مازارَ طرفي ومْضُهُ حتّى مضَى |
أمسى يشوقني إلى أهل الغضا | شوقاً يُقلِّبني على جمرِ الغضا |
ومنَ البليَّة ِ أنَّ قلبَكَ عاشقٌ | من لم تنل وهو الرضا منه الرضا |
ما ضَرَّ مَن أَضحى يصرِّحُ صدُّهُ | بملالة ٍ لو كان يوماً عَرَّضَا |
ألِفَ الصُّدُودَ فما يُرى إلاّ امرءاً | مُتَجَنِّياً أو عاتباً أو مُعرِضا |
للَّهِ موقفُنا بخَيْفِ مَتالِعٍ | نشكو التفرق ما أمض وأرمضا |
ووراءَهمْ قلبٌ مُعَنَّى بالهوى | ماضحّ من سقمِ الغرام فيمرضا |
ومحرِّضٍ بعثَ النَّوى فكأنَّه | يوم أعتقنا للنوى ماحرضا |
ولقد أتانى الشيب في عصر الصبا | حتى لبست به شباباً أبيضا |
لم ينتقصْ منِّي أوانَ نزولِهِ | بأْساً أطالَ على العُداة ِ ”وعرَّضا” |
فكأنَّما كنتُ امرءاً متبدِّلاً | أثوابه كرهَ السوادَ فبيضا |
ياصاحبيّ تعزّيا عن فاعلي ال | معروف فالمعروف فينا قد قضى |
وتعلّما أن ليس يحظى بالغنى | إلاّ امرؤٌ سِيمَ الهوانَ فأَغمضا |
والعيشُ دَينٌ لا يُخافُ غريمُهُ | مطلا به وقضاؤه أن يقتضى |
قد قلت للمنضين فيه ركابهم: | يكفيكم من زاده ما أنهضا |
مالي أراكم واللبُّانة فيكمُ | تَرْضون في الدُّنيا بمالا يُرتَضَى |
إنْ كان رَوْضُ الحَزْنِ غَرَّكُمُ فقدْ | أضحى يصوح منه ماقد روضا |
أو مابنته يد الزمان لأهله | فهْوَ الذي هدمَ البناءَ فقوَّضا |
لاتغبنوا آراءكم بثميلة ٍ | نَكْداءَ تأخذُها الشِّفاهُ تَبَرُّضا |
فمعوَّضٌ عن نَزْرِ ماءِ حيائِهِ | بكثيرِ مابلغَ الغِنَى ماعُوِّضا |
كم ذا التعلّل بالمنى وإزاؤنا | رام إذا قصد الفريصة أغرضا |
يرمي ولا يدري الرمى ّ وليته | لمّا أرادَ الرَّمْيَ يوماً أنبضا |
والنفس تنكر ثم تعرف رشدها | فاطلبْ شفاءَك من يَدَيْ مَن أمرضا |
أينَ الذين تَبَوَّءوا خِططَ العُلا | وقضى على الآفاق منهم من قضى ؟ |
وجروا إلى غاي المكارم والعلا | ركْضَ الجواد سَعَى فأدركَ مركضا |
تندى على غلل العفاة أكفهم | فيعود منهم مثريا من أنفضا |
وإذا أهبت بهم ليوم عظيمة ٍ | حمَّلتَ أعباءَ العظيمة ِ نُهَّضا |
من كل قرم لا يريد ضجيعه | إلا سناناً أو حساماً منتضى |
وتراهُ أنَّى شئتَ من أحوالهِ | لايرتضى إلا الفعال المرتضى |
دَرَجوا فلا عينٌ ولا أثرٌ لهمْ | فكأنهم حلمٌ تراءى وأنقضى |