دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دَعانِى إلى غَى ِّ الصِبا بَعدَ ما مَضى | مَكانٌ كَفِردوسِ الجِنانِ أنيقُ |
فَسِيحُ مَجَالِ الْعَيْنِ، أَمَّا غَدِيرُهُ | فَطَامٍ، وَأَمَّا غُصْنُهُ فَرَشِيقُ |
كَسَا أَرْضَهُ ثَوْباً مِنَ الظِّلِّ بَاسِقٌ | مِنَ الأيكِ فِينانُ السَراة ِ وريقُ |
سَمَتْ صُعُداً أَفْنَانُهُ، فَكَأَنَمَا | لَهَا عِنْدَ إِحْدَى النَّيِّرَاتِ عَشِيقُ |
يَمَدُّ شُعاعُ الشمسِ فى حجراتِها | سَلاَسِلَ مِنْ نُورٍ لَهُنَّ بَرِيقُ |
وَيَشْدُو بِهَا الْقُمْرِيُّ حَتَّى كَأَنَّهُ | أَخُو صَبْوَة ٍ، أَوْ دَبَّ فِيهِ رَحِيقُ |
تَمُرُّ طُيُورُ الْمَاءِ فِيها عَصَائِباً | كَرَكبٍ عِجالٍ ضَمَّهُنَّ طَريقُ |
إِذَا أَبْصَرَتْ زُرْقَ الْمَوَارِدِ رَفْرَفَتْ | عَليها : فَطافٍ فَوقَها ، وغَريقُ |
غَدَوْنَا لَهُ وَالْفَجْرُ يَنْصَاحُ ضَوْؤُهُ | فَيَنْمُو، وَأَقْطَارُ الظَّلاَمِ تَضِيقُ |
وللطَّيرِ فى مَهدِ الأراكَة ِ رَنَّة ٌ | ولِلطَّلِّ فى ثَغرِ الأقاحَة ِ ريقُ |
مَلاعِبُ زانَتها الرِفاقُ ، ولَم يَكُن | لِيَحسُنَ لَهوٌ يَزِنهُ رَفيقُ |
ومَنزِلُ أنسٍ قَدْ عَقدنا بِجوِّهِ | رَتائمَ لَهوٍ عَقدُهُنَّ وَثيقُ |
جَمعنا بهِ الأشتاتَ مِنْ كُلِّ لَذَّة ٍ | وما كلُّ يَومٍ بِالسرورِ حَقيقُ |
وَغَنَّى لَنَا شَادٍ أَغَنُّ مُقَرْطَقٌ | رَفِيقٌ بِجَسِّ الْمِلْهَيَاتِ لَبِيقُ |
إِذَا مَدَّ مِنْ صَوْتٍ وَرَجَّعَ أَقْبَلَتْ | عَلينا وجوهُ العَيشِ وهوَ رَقيقُ |
فيا حُسنَهُ مِن مَنزِلٍ لَم يَطُف بهِ | غَوِى ٌّ ، ولَم يَحلل حِماهُ لَصيقُ |
جَعَلْنَاهُ تَارِيخاً لأَيَّامِ صَبْوَة ٍ | إِذَا ذُكِرَتْ مَسَّ الْقُلُوبَ حَرِيقُ |
أقمنا بهِ يوماً طَليقاً ، وليلَة ً | دُجاها بِلألاءِ المُدامِ طَليقُ |
فَلمَّا اتَّعدنا لِلرواحِ تَروَّعَتْ | قُلُوبُ النَّدَامَى ، وَالْمُحِبُّ شَفِيقُ |
فَلِلَّهِ قَلبٌ بِالفِراقِ مُروَّعٌ | حَزينٌ ، وجَفنٌ بالدُموعِ شَريقُ |
وقالَ لِى َ الخُلاَّنُ : صِف حُسنَ يومِنا | فَأَنْتَ بِنَجْدِيِّ الْكَلاَمِ خَلِيقُ |
فَروَّيتُ شيئاً ، ثُمَّ جِئتُ بِمنطِقٍ | ذَكِى ٍّ يَفوقُ المِسكَ وهوَ فَتيقُ |
وكيفَ يَغبُّ الفَولُ عَنِّى وفى فَمِى | لِسانٌ كَغَربِ المَشرَفِى ِّ ذَليقُ ؟ |