رأت وخط شيب من عذاري فصدت
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
رَأتْ وَخْطَ شيْبٍ من عذاري، فصَدّت، | وَلَمْ يَنْتَظِرْ بي نَوىً قد أجَدّتِ |
تَصُدُّ على أنّ الوِصَالَ هُوَ الّذي | وَدِدْتُ زَماناً أن يدومَ، وَودّتِ |
هل العيش إلاّ بُلْغَةٌ مِنْ دُنُوّهَا، | أُعِيرَتْ فَزَالَ العيش، حِينَ استرَدّتِ |
تجنّبْتِنَا أو تسْلُكِ العِيسُ قصْدنا، | أمِ العِيسُ عَنّا، يوْمَ عُسفانَ، ندّتِ |
وفي البلد الأقْصَى، الذي تسكُنينَهُ، | سُكونٌ لأحْشاءٍ ببُعْدِكِ كُدّتِ |
شَكرتُ السحابَ الوُطْفَ حتى تَصَوّبتْ | إلَيْهِ، فَأدّتْ ماءَهَا حَيْن أدّتِ |
تُقارِضُنَي لَيْلى التّهاجُرَ، بعدَ ما | تَسدّيْتُ هَوْلاً في الهوَى، وَتسدّتِ |
وَما كان للهِجْرَانِ بَيْني وبَيْنَها | بِدِيٌّ، سِوَى أنّي هَزَلْتُ، وَجَدّتِ |
فأقْصِرْ عن الوَجد الذي عنهُ أقْصرَتْ، | وَعَدَّ عنِ الشّوْقِ الذي عنهُ عَدّتِ |
ولَلمُهْتَدي بالله مَجْدٌ لَوِ ارتقتْ | إليه النجومُ، رِفعةً، ما تِهَدّتِ |
مَوَارِيثُ منْ أي الكِتابِ وَقُرْبَةٌ | مِنَ المُصْطَفَى حِيزَتْ إليهِ فرُدّتِ |
وَقَدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنّ صَريمَةً، | إذا اختلفَتْ شورَى النجِيّ استبَدّتِ |
متى وُقدَتْ في مُظلِمِ الأمرِ ضَوّأتْ، | وَإنْ ضُرِبَتْ في جانبِ الخَطبِ قَدّتِ |
ملي بنصر الحق والحق أوحد | إذا عصبت منا بظلم تصدت |
وَتَأيِيدُهُ حُكْمَ الهُدَى بخُشونَةٍ | من الجِدّ لوْ مرّتْ على الصخْرِ خدّتِ |
جَلَتْ قُبّةُ المِيدانِ أحسن حَليَةٍ | لنا، عن تَلالي غُرّةٍ قَدْ تبدّتِ |
وقيدت عتاق الخيل حتى تلفّتَتْ | بأعْطافِها مخْتَالَةً، أوْ تَقَدّتِ |
حَمَلْتُ عَلَيْها البالِغينَ، توَقّياً | على صِبْيَةٍ للهُلْكٍ كانت أُعدّتِ |
فما استثْقَلَتْ فُرْسانَها إنْ تلاحَقَتْ، | وما اسْتَبْعَدَتْ غاياتِها حِينَ مدّتِ |
وَلا عُدّ سَبْقٌ مثْلُ سبقِكَ في الذي | أتيْتَ، إذا آلاءُ غيرك عُدّتِ |
وَمَا زِلْتَ بالمجْدِ الغريبِ مُظفَّراً، | إذا الأنْفُسُ المخْسوسَةُ الحظّ جَدّتِ |
أسيت لأقْوَام مَلَكْتَ أمورهم، | وكانت دجت أيامهم فاسوأدت |
مضوا لم يرو من حسن عدلك منظر | وَلَمْ يَلبَسوا نعماك حِينَ استجدّتِ |
وَلا عَلِموا أنّ المَكارِمَ أُبْدِيَتْ | جِذاعاً، ولا أنّ المظالِمَ رُدّتِ |
لئِنْ خسّ حَظُّ الغائِبينَ، لقدْ زكَتْ | حُظوظُ الشهودِ من نَداكَ وَجَدّتِ |
وَإعمالَكَ الحقّ المُجَرَّدَ بيْنَنَا، | إذا عُصْبَةٌ مِنّا لِظُلْمٍ تَصَدّتِ |
هنتك أمير المؤمنين بشارة | إليك على كره الأعادي تأدت |
لَقَدْ بَسَطَ الآمالَ حادِثُ وَقْعَةٍ | بِدِجْلَةَ، أجْرَتْهَا دماءً، فمدّتِ |
كَتائِبُ للْمُرّاقِ سَارَتْ لِمِثْلها، | وكُلٌّ كَفَتْ أقرَانَها وَأبْدّتِ |
وَلَمّا تَلاقَوا قُلتُ: مَنٌّ وَنِعْمَةٌ | مِنَ الله، أيُّ العُصْبَتَينِ ترَدّتِ |
فكِلتاهما، كُفراً، أضَلّتْ وَأوْبقَتْ، | وكِلتاهما، ظُلماً، بغَتْ وَتَعَدّتِ |
وَلله مَا لاقَى عُبَيْدَةُ، إذْ رَأى | فِجاجَ الوَغَى ضَاقتْ بهِ فاجَرَهدّتِ |
إذا بُتِكَتْ يُمْنى يد فهي التي | مَكانُ الشّمالِ حاجَزَتْ أوْ تَحَدّتِ |
وَقَد سارَ موسَى في جبالٍ لَوَ أنّها | تُرَادي الجِبالَ الرّاسِياتِ لَهُدّتِ |
لَهُمْ عادَةٌ من نُصرَة الله في العِدى، | أُقِيمَ بهَا دَرْءُ الثّغورِ، فَسُدّتِ |
فَأنْتَ لمن ود الرشاد مرصاداً | لساعات حزم للجليل استعدت |
وَعينٌ مَتى كَلّفْتَها الحِفظَ لم تَنمْ، | وَنفسٌ متى ما سِمتَها الجِدّ جدّتِ |
وكنْتُ أمرَأً لا يتْبعُ النقصُ رَائدي، | ولا تتَعدّى الأكرمِينَ مَودّتي |
غَنِيتُ أُرَاعي نعمة منك أُكّدَتْ | مُقَدَّمَةُ الأسْبابِ منْها فشُدّتِ |
وَصالِحَ رَأيٍ مِنكَ كنتُ ذَخَرْتُهُ، | فَصَارَ عَتادي للزّمانِ، وَعُدّتي |
فإن تم إذن في الوصول فإنه | تمام وجوب الشكر آخر مدتي |