وافى وأرواحُ العُذيبِ نواسمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وافى وأرواحُ العُذيبِ نواسمُ | والليلُ فيه من الصباحِ مباسمُ |
أهلاً بمن أسرى بهِ وعدٌ لَهُ | مُتأخرٌ وهوى ً لنا مُتقادِمُ |
قد كنتُ أقنعُ عِندَ رؤيَتِهِ بِمَا | يَهْدِيهِ في التَّأْوِيبِ طَيْفٌ قَادِمُ |
غِضّ الشَّبيبة ِ والمَلاَحَة ِ يَعْذُرُ الـ | ـمُضني بهِ ويُلامُ فيهِ اللاَّئِمُ |
النضرُ مِنْ أعطافِهِ وكنانة ٌ | بلحاظِهِ ولمهجتي هُو هاشمُ |
فرعٌ به أصلُ الصبابة ِ هل ترَى | بالقُرْبِ مِنْهُ لِجَمْعِ شَمْلٍ نَاظِمُ |
وَنَوَاظِرٌ هُنّ الذَّوَابِلُ لَوْ دَرَى | مَنْ قَالَ حِينَ فَتَكْنَ هُنَّ صَوارِمُ |
أَمُعَنِّفِينَ عَلى الغَرَامِ وَقَلَّما | يُصْغِي لأَوْهَامِ العَوَاذِلِ هَائِمُ |
هُوَ نَاظِرٌ مُتَعَشِّقٌ وَجَوَانِحٌ | فيها مواطنُ للجوَى ومَعالمُ |
وَهَوَى ً لِقَلْبِي غَارِمٌ أَنَا غَارِمٌ | صَبْرِي به وأَخُو المَلاَمَة ِ رَاغِمُ |
هَيْهَاتَ أَنْ أَثْنِي عَنَانِي والصِّبَا | غَضَّ وَغُصْنُ العُمْرِ رَطْبٌ نَاعِمُ |
أو اشتكي حالي ومَنْ أحببتُهُ | أَبَداً لإخْلاَفِ القُبُولِ مُلازِمُ |
أَوْ أَخْتَشِي خَطْباً أَراهُ بِبَلْدَة ٍ | وبها بهاءُ الدينِ يُوسفُ حاكمُ |
يا خيرَ منْ نيطتْ عليهِ للعُلى | ومنْ المَهابة ِ والجَلالِ تمائِمُ |
ما كانَ قبلكَ مِنْ كريمٍ يُرتجى | ـى مِنْهُ وَلاَ وَلِدَتْ سِوَاكَ أَكَارِمُ |
لَكِنْ تَجَسَّمَ قَبْلَ خَلْقِكَ جُودُكَ الـ | ـبَادِي وَسَمَّاهُ البَرِيَّة ُ حَاتِمُ |
حاشا لعزمك أنْ تقومُ لهمَّة ٍ | والدَّهرُ عن إتمامها لَكَ نائمُ |
أو أنْ تلوحَ وليسَ يخفى عاقلٌ | أو أن تقولُ وليسَ يخرسُ عالمُ |
أو أنْ تجودُ وليسَ يثرى مملقٌ | أو أنْ تُشيرَ وليسَ يعدِلُ ظالمُ |
أبني الزَّكِّي سُقيتُم ووقيتمُ | وَبَقِيتُمُ والأَكْرَمُونَ فِدَاكُمُ |
نَسَبٌ إذَا مَا قِيلَ مَنْ هُوَ أَعْرَبتْ | أحسابُ أعرابٌ لَكُمْ وأكارِمُ |