حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حُيِّيتَ يا رَبْعَ الحِمَى بِزَرُودِ | مِنْ مُغْرَمٍ دَنِفِ الحَشَا مَعْمُودِ |
يا نزهتي الكبرى ومعدن لذَّتي | وَمَحَلَّ أَهْلِ مَوَدَّتِي وَعُهُودِي |
عوجُوا عليه فلست أُبردُ غُلَّة ً | حَتّى أُعفِّرَ في ثَراهُ خُدُودي |
ولو كنتُ إذ أدعو أُجابُ لقلتُ يا | أيّامَ وصلي بالأَحبَّة ِ عُودي |
أَيّامُ ذاتِ الخالِ لَيْسَ تَخِلّ في | وعدٍ وذاتِ الجيدِ ذاتِ الجُودِ |
وَرَشِيقَة ُ الأَعْطَافِ ذاتُ مُقَبَّلٍ | يفترُّ عن عذبِ الرّضابِ برودِ |
ناديتُها والرَّكبُ بينَ مودَّعٍ | يَهْدِي الجَوَى وَمُودِّعٍ مَكْمُودِ |
يا ظبية َ الوعساءِ ما ضرّ الهوى َ | لَوْ كُنْتِ مِنْ قَنْصِي وَبَعْضِ صُيُودِي |
قَالُوا الشَّبَابُ إلى الغَواني شَافِعٌ | مَالي رَجَعْتُ بِشَافِعٍ مَرْدُودِ |
قَالُوا الثَّرَاءُ يَزِينُهُ فاعْمدْ إلى | ظِلِّ ابنِ عَبْدِ الظَّاهِرِ المَمْدُودِ |
فَخرجْتُ أُظْهِرُ هِمَّتي ومحبَّتي | ومطيَّتي ومَقاصدي وقَصيدي |
وسريتُ مُدَّلجاً إليهِ ومدلِحاً | والشّوْقُ يُدْني مِنْهُ كُلَّ بَعِيدِ |
لا وَعْرُ أَهْلِ الشّام يُبْعِدنيَ وَلاَ | الرَّمْلُ المِديدُ ولا اتِّسَاعُ البيدِ |
حتى أنخْتُ بمن بهِ اتَّضحَتْ لَنا | طُرُقُ الهُدَى وأَدلَّة ُ التَّوْحِيدِ |
عَظِّمْ وَمَجِّدْ ما اسْتَطَعْتَ فإنَّهُ | أَعْلَى مِنَ التَّعْظِيمِ والتَّمْجِيدِ |
لا تنقضي أوصافُهُ الحُسنى ولا | أَوْصَافُ آبَاءٍ لَهُ وَجُدُودِ |
خُلِقَ النَّدَى خَلْقاً لَهُ وَكَذَا لَهُمْ | طِيبُ الثّمارِ دَليلُ طيبِ العُودِ |
عَشقَتْهُمُ العلياءَ إلا أنَّها | أمنتْ جناية َ هجرهِم وصُدُودِ |
رَفَعَتْهُمُ وازْدَانَ مَنْظَرُها بِهِمْ | فَهِيَ السَّماءُ وَهُمْ بُدُوُ سُعُودِ |
أوقوالهُمْ للصِّدقِ والأفعالِ للِـ | ـتّأييدِ والآراءُ للتَّسْديدِ |